للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرهمْ أنَّ الجنَّة طيِّبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان (١) وأنَّ قيعان (١)، وأنَّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. رواه الترمذي والطبراني في الصغير والأوسط وزاد: ولا حول ولا قوَّة إلا بالله. وروياه عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود، قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

(قال الحافظ) أبو القاسم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن هذا لم يسمع من أبيه، وعبد الرحمن بن إسحاق هو أبو شيبة الكوفي واهٍ. ورواه الطبراني أيضاً بإسناده واهٍ من حديث سلمان الفارسي، ولفظه:

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ في الجنَّة قيعانا فأكثروا منْ غرسها. قالوا: يا رسول الله وما غرسها؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

١٨ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر غرس له بكلٍ واحدة منهنَّ شجرةٌ في الجنَّة. رواه الطبراني وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات.

١٩ - وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من هلَّل مائة مرَّة، وسبح مائة مرَّةٍ، وكبَّر مائة مرَّة كان خيرا له من عشر رقابٍ يعتقهنَّ، وستِّ بدناتٍ (٢) ينحرهنَّ.


(١) أمكنه مستوية منبسطة واسعة في وطأة من الأرض يعلوها ماء السماء: أي المطر فتمسكه، ويستوي نباتها، القيعان: جمع قاع (إنما هي قيعان أمسكت الماء) الحديث. أهـ نهاية.
المعنى أرض مخصبة مثمرة منتجة. قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) ٤٦ - من سورة الكهف.
الباقيات: أي أعمال الخيرات والصلوات، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر والكلام الطيب.
(٢) جمع بدنة، وإنما سميت بها الإبل لعظم بدنها. قال تعالى: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) ٣٦ من سورة الحج.
شعائر من أعلام دينه التي شرعها الله تعالى (خير) منافع دينية (صواف) قائمات: أي صوافي خوالص لوجه الله تعالى (وجبت جنوبها) سقطت على الأرض كناية عن الموت (القانع) الراضي بما عنده وبما يعطي من غير مسألة (المعتر) المعترض بالسؤال (تشكرون) إنعامنا عليكم بالتقرب والإخلاص. أهـ بيضاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>