للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الممترين. قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقل هو: الأوَّل (١)، والآخر (٢)، والظاهر (٣)، والباطن، وهو بكل شيء عليم (٤). رواه أبو داود.

٥ - وعن عثمان بن العاصي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبِّسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوَّذ بالله واتفُلْ (٥)


= أفهم سيدنا ابن عباس أن الإنسان عرضة لوسوسة الشيطان، ولكن يجلوه العلم وذكر الله.
(١) السابق على سائر الموجودات من حيث إنه موجدها ومحدثها.
(٢) الباقي في فنائها ولو بالنظر إلى ذاتها مع قطع النظر من غيرها، أو هو الأول تبتدأ منه الأسباب، وتنتهي إليه المسببات. أو الأول خارجا، والآخر ذهنا.
(٣) الظاهر وجوده لكثرة دلائله، والباطن حقيقة ذاته فلا تكتهها العقول، أو الغالب على كل شيء والعالم بباطنه.
(٤) مستوى عنده الظاهر والخفي. أهـ بيضاوي.
(٥) اتفل عن كذا في ط وع ص ٥٣٧، وفي ن د. اتفل على: أي ابصق وارم على يسارك جزءا من لعابك رجاء ردعه وزجره وطرده.
(فقه الأحاديث)
أولا: تصدق بالله وتوحده وتخلص له، وتعمل بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (آمنت بالله ورسوله) لتذهب عنك وسوسة الشيطان، ويزول عنك خبل العقل والشك وزعزعة العقيدة.
ثانيا: الوقاية المانعة من هجوم الشيطان: الإكثار من ذكر الله (أتى حصنا).
ثالثا: تزويد النفس بمسائل العلوم الشرعية، ومصاحبة العلماء وفهم الكتاب والسنة والعمل بهما نجاة من كل سوء (فأسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال الله تعالى:
أ - (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) ٢ من سورة الأنفال.
ب - (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله) من سورة النساء.
جـ - (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ٣٦ وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) ٣٧ من سورة الزخرف.
يعش: يتعام، ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات. كأن الغافل عن الله مطرود من رحمة الله، ألعوبة في يد الشيطان (نقيض) نهيء له صديقا مجرما مثله يوسوسه ويغويه دائما (عن السبيل) عن الطريق الذي من حقه أن يسبل، ويسلك فيها لينجح وينعم: أي أن الشياطين سبب الضلال المبين يمنعون الناس عن الهدى ويعتقدون أنهم يدعون إلى الحق لغواية الناس وفتنتهم. فالعاقل من ذكر الله وأطاعه ليقيه شرهم ولذا قال تعالى في سورة الكهف: (واذكر ربك إذا نسيت) قال البيضاوي: ويجوز أن يكون المعنى واذكر ربك بالتسبيح والاستغفار إذا نسيت. الاستثناء مبالغة في الحث عليه، أو اذكر ربك، وعقابه إذا تركت بعض ما أمرك به ليبعثك على التدارك، أو اذكره إذا اعتراك نسيان ليذكرك المنسي. أهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>