للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك فلان بن فلان. قال: فيصلي الرَّبُّ تبارك وتعالى على ذلك الرَّجل بكلِّ واحدةٍ عشراً. ورواه الطبراني في الكبير بنحوه.

[قال الحافظ] رووه كلهم عن نعيم بن ضمضم، وفيه خلاف عن عمران بن الحميري، ولا يعرف.

١٨ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة (١). رواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، كلاهما من رواية موسى بن يعقوب الزمعي.

١٩ - وعن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول: من صلى عليَّ صلاة لم تزل (٢) الملائكة تصلِّي عليه ما صلَّى عليَّ فليقل عبد من ذلك أو ليكثر. رواه أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن ماجه كلهم عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر، وعاصم وإن كان واهي الحديث فقد مشاه بعضهم وصحح له الترمذي، وهذا الحديث حسن في المتابعات، والله أعلم.

٢٠ - وعن أبي بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل. قام فقال: يا أيها الناس! اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الرَّاجفة (٣) تتبعها الرَّادفة (٤) جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه. قال أبيُّ بن كعبٍ: فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة: فكم أجعل لك من صلاتي؟ (٥). قال: ما شئت (٦) قال: قلت: الرُّبُعَ. قال: ما شئْتَ، وإنْ زدت فهو خير لك؟ قال: فقلت:


(١) أي أحق الناس بشفاعتي من كروب يوم القيامة الذين أكثروا من الصلاة علي في حياتهم عند الشدائد، ينفع العمل الصالح، ومنه الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشفاعة العظمى للنبي صلى الله عليه وسلم. فأكثر يا أخي من الصلاة والسلام على خير البرية رجاء أن تلحظك عناية البارئ جل وعلا فيشفع لك البشير النذير الحبيب (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد) ٣٠ من سورة آل عمران.
(٢) أي تستمر الملائكة تدعو له بالبركة والرحمة والعفو والمغفرة مدة صلاته علي. والمصلي حر إن شاء قلل أو أكثر، فمن شاء الاستزادة من دعوات الملائكة المقربين المستجابة فليزدد من الصلاة عليَّ.
(٣) الأجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ كالأرض والجبال لقوله تعالى (يوم ترجف الأرض والجبال) أو الواقعة التي ترجف الأجرام عندها، وهي النفخة الأولى.
(٤) التابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنتشر وتنتشر، أو النفخة الثانية قال تعالى: (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة) آية ٦ - ٩ من سورة النازعات.
(٥) كم من الزمن استغرقه في صلاتي.
(٦) بحسب رضاك وانشراح صدرك وشوقك واستزادتك من الحسنات.

<<  <  ج: ص:  >  >>