للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو أراد به غير الله فليتبوَّأ (١) مقعده من النار. رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما عن خالد ابن دريك عن ابن عمر ولم يسمع منه، ورجال إسنادهما ثقات.

٧ - وعن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن ناساً من أُمتى سيتفقهون في الدين يقرءون القرآن يقولون نأتي الأُمراء فنصيب من دنياهم ونعتزُّ لهم بديننا، ولا يكون ذلك كما لا يُجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يُجتنى من قربهم إلا (قال ابن الصباح كأنه يعنى) الخطايا (٢). رواه ابن ماجه، ورواته ثقات.

٨ - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم صرف (٣) الكلام ليَسْبِيَ (٤) به قلوب الرجال، أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً (٥) ولا عدلا (٦) رواه أبو داود.

(قال الحافظ) ويشبه أن يكون فيه انقطاع فان الضحاك بن شرحبيل ذكره البخاري وابن ابى حاتم ولم يذكروا له رواية عن الصحابة، والله أعلم.

٩ - وعن أبن مسعود رضي الله عنه أنه قال: كيف بكم إذا لبستكم فتنة (٧) يربو (٨) فيها الصغير، ويهرم (٩) فيها الكبير، وتتخذ سنة (١٠)، فإن غيرت يوما، قيل هذا منكر (١١). قال ومتى ذلك؟ قال إذا قلت أُمناؤُكُمْ، وكثرت أمراؤُكم، وقَلَّت فقهاءُكم، وكثرت قُرَّاؤُكُمْ، وتفقه (١٢) لغير الدين، والتمست


(١) فليأخذ: أي علمه جلب عليه العذاب لأنه لم يخش الله في تعليمه واشتري به عرض الدنيا.
(٢) يشير صلى الله عليه وسلم إلى من تعلم لينال مركزا عند الحكام، ويكسب منهم مالا، أو جاها، ثم قال صلى الله عليه وسلم لا يكون ذلك لأن هذا الحطام (مهما كثر) فإن، بل لا يجتنى خير من قربهم كما لا يجتنى من شجر القتاد إلا الشوك ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن قربهم سبب كثرة الذنوب.
(٣) تزيينه بالزيادة فيه.
(٤) ليأسر.
(٥) توبة وحيلة أو نافلة.
(٦) فدية أو فرضاً، أي لا يقبل الله منه فرضا أو نفلا.
(٧) أمور تخالف الدين.
(٨) ينمو.
(٩) تكبر سنه.
(١٠) طريقا ينهج عليها الجمهور ويتبعها المسلمون، وهي تخالف الشرع.
(١١) إن وضح الحق فيها وقيض الله لها من يزيلها أجاب الناس أن هذا منكر - مع أنهم في ضلال وباطل، والعدل تغييرها ليرضى الله ورسوله، ثم أرشد صلى الله عليه وسلم إلى زمن وجود هذه الفتن والمحن، إذا قل أمناء العلم العاملون، وعمت الخيانة والجهالة، وقل الفقهاء الذين يفهمون أسرار دين الله وينطقون بالحق ولا يخشون غير الله، ويزيلون المنكر ويغضبون للحق، وكثر حاملو القرآن غير العاملين بأوامره الذين لا ينتفعون به ويقرءونه في مواطن الشبه، وأماكن الفسق، ومجالس اللهو واللعب.
(١٢) أصبح تعليم الفقه لغير الدين، ولغير العمل به، بل يتخذ سخرية وجدالا، ويطلب للوظائف، ويكون المتصفون بالعلم أسبق الناس إلى هدم مبادئه، وأسرع الناس إلى المعاصى، وهناك تزول الثقة بين العالم، ومن يريد أن يتعلم وتتصف القيادة بالضعف والخمول والشك.

<<  <  ج: ص:  >  >>