للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أيها الناس انهوا نساءكم عن لُبْسِ الزينة والتبختر (١) في المسجد، فإن بني إسرائيل لم يُلْعَنُوا حتى لَبِسَ نساؤهم الزينة، وتبختروا في المساجد" رواه ابن ماجة.

لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان

١٤ - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجلٌ من الأنصار: أفرأيت الحَمَ؟ قال: الْحَمَ الموْتُ (٢) " رواه البخاري ومسلم والترمذي، ثم قال: ومعنى كراهية الدخول على النساء، على نحو ما رويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان (٣) ".

[الحم]: بفتح الحاء المهملة، وتخفيف الميم، وبإثبات الواو أيضاً، وبالهمز أيضاً: هو أبو الزوج، ومن أدلى به كالأخ والعم، وابن العم ونحوهم، وهو المراد هنا، كذا فسره الليث بن سعد وغيره، وأبو المرأة أيضاً، ومن أدلى به، وقيل: بل هو قريب الزوج فقط، وقيل: قريب الزوجة فقط. قال أبو عبيد في معناه: يعني فليمت، ولا يفعلن ذلك، فإذا كان هذا رواية في أب الزوج، وهو محرَم فكيف بالغريب؟ انتهى.

١٥ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


(١) المشي خيلاء.
(٢) قد يكون الهلاك مع أقارب الزوجة لتيسر وجودهم مع المرأة، والقرابة لا تدعو إلى الاختلاط مع الطمأنينة ويؤتى الحذر من مكمنه، وفي كتابي (مختار الإمام مسلم) فيه تحريم الخلوة بالأجنبية، والحمو أقارب زوج المرأة كأبيه، وعمه، وأخيه، وابن أخيه، وابن عمه، ونحوهم، ومعنى الحمو الموت: أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة، والخلوة من غير أن ينكر عليه، وقد يكون المراد أيضاً بالحمو أقارب الزوج (غير آبائه وأبنائه لأنهم محارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها) مثل الأخ، وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم.
(٣) يرخي لهما عنان الغواية، ويمشي بينهما بالفساد، ويوسوس ويزين لهم المعصية، ويسول لهما الزنا، اكتب هذا، وبيدي صحيفة الجهاد تنبئ عن حادثة شاب موظف بالمساحة عشق فتاة من سنة، واصطحبا في النزهة، والذهاب إلى الأماكن الخلوية، وفي يوم تغيرت أخلاق الشاب فاختار حبيبة ثانية، ولما رأته الأولى خدعته، وزينت له نزهة في زورق، واختليا على شاطئ النيل، وانتهزت فرصة، وغدرت به، ورمته في النيل، تلك حادثة الخلوة بالأجنبية آخرها دمار وفاحشة، نسأل الله السلامة فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسن قانون السعادة، ومنهج السيادة، ورغد العيش، وطيب السيرة هو عدم الخلوة بالأجنبية مطلقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>