للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء .. إلخ

١٧ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ويلٌ للأمراء (١)، ويلٌ للعُرَفاء (٢)، ويلٌ للأمناء (٣) لَيَتَمَنَّيَنَّ أقوامٌ يوم القيامة أن ذوائبهم (٤) مُعلقةٌ بالثُّرَيَّا (٥) يُدلون بين السماء والأرض، وإنهم لم يَلُوا (٦) عملاً" رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد.

١٨ - وفي رواية له وصحح إسنادها أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيُوشِكَنَّ (٧) رجلٌ أن يتمنى أنه خَرَّ (٨) من الثُريا، ولم يَلِ (٩) من أمْرِ الناس شيئاً".

[قال الحافظ]: وقد وقع في الإملاء المتقدم باب فيما يتعلق بالعمال والعرفاء والمكاسين والعشارين في كتاب الزكاة أغني عن إعادته هنا.


= وفي العيني قال الجوهري: الحرص الجشع، أي أشد الحرص والإمارة العظمى وهي الخلافة، والصغرى وهي الولاية على البلدة. أ. هـ، قال الكرماني: نعم المرضعة أي نعم أولها وبئست الفاطمة أي بئس آخرها وذلك لأن معها المال والجاه واللذات الحسية والوهمية أولاً لكن آخرها القتل والعزل ومطالبات التبعات في الاخرة.
وقال الداودي: نعمت المرضعة في الدنيا وبئست الفاطمة أي بعد الموت، لأنه يصير إلى المحاسبة على ذلك فيصير كالذي يفطم قبل أن يستغنى فيكون ذلك هلاكه، نعم فلان أي أصاب نعمة وبئس إذا أصاب بؤساً.
وقال الطيبي: إنما لم تلحق التاء بنعم، لأن المرضعة مستعارة للإمارة وتأنيثها غير حقيقي فترك إلحاق التاء بها وألحقت بئس نظراً إلى كون الإمارة حينئذٍ داهية دهياء. أ. هـ. ص ٢٢٧ جـ ٢٤
(١) أصحاب السلطان.
(٢) ويل واد في جهنم، وعرفاء جمع عريف زعيم الجماعة ورئيس القبيلة، قال في النهاية: العرفاء في النار تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة، وأنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة.
(٣) الذين يتولون عملاً ويحفظون ودائع الناس ويتصرفون في مصالح الناس خشية أن تزل قدمهم.
(أ) قال تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
(ب) وقال تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون"، قيل الآية عامة في المسلمين وللكفار. أ. هـ عيني ٢٢٣ جـ ٢٤
(٤) شعور رءوسهم.
(٥) نجم ساطع في السماء يتمنون أن يعلقوا من شعورهم بين السماء والأرض وما كانوا يقضون بين الناس.
(٦) يتولون: أي تسند إليهم رياسة عمل.
(٧) ليقربن.
(٨) سقط من أعلى كوكب في السماء.
(٩) ولم يتول رياسة أحد في عمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>