للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا مُنِعُوا القَطْرَ (١) من السماء، ولولا البهائم لم يُمْطَرُوا، وما بَخَسَ (٢) قومٌ المكيال والميزان إلا أُخِذُوا بالسنين (٣)،

وشدة المؤنة، وَجَوْرِ السلطان، ولا حَكَمَ أُمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم؛ وما عَطَّلُوا كتاب الله، وسنة نبيه إلا جعل الله بأسهم بينهم" رواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة، وقال: صحيح على شرط مسلم.

١٥ - وعن بُكَيْر بن وهبٍ رضي الله عنه قال: "قال لي أنسٌ: أحدثك حديثاً ما أحدثه كل أحدٍ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام على باب البيتِ ونحن فيه، فقال الأئمة من قريشٍ، إن لي عليكم حقاً، ولهم عليكم حقاً مثل ذلك ما إن اسْتُرْحِمُوا (٤) رَحِمُوا، وإن عاهدوا (٥) وَفَّوْا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله (٦) والملائكة والناس أجمعين" رواه أحمد بإسناد جيد واللفظ له، وأبو يعلى والطبراني.


(١) المطر.
(٢) أنقص.
(٣) القحط وشدة الأزمة وغلاء الأسعار وقلة الحاصلات وفتك الدودة بالزرع وكثرة الآفات الثقيلة وانتزاع البركة، فهل آن أوان الاتعاظ والتوبة إلى الله تعالى رجاء أن يمنع الله عنا الأمراض ويبارك في ماء الأنهار ويوفق سبحانه الحكام للعدل في الأحكام ويضعف شوكة الأعداء وينصر المسلمين عليهم.
(٤) طلبت منهم الرحمة والرأفة.
(٥) أعطوا عهداً "صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
(٦) إبعادهم من رحمته، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر أن الولاة والحكام من هذه القبيلة العظيمة على شريطة:
(أ) الرحمة.
(ب) الوفاء.
(جـ) العدل.
وفي البخاري في باب (الأمراء من قريش) قوله صلى الله عليه وسلم "إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين".
قال في الفتح: أي لا ينازعهم أحد في الأمر إلا كان مقهوراً في الدنيا معذباً في الآخرة مدة إقامتهم أمور الدين، فإذا لم يقيموه لا يسمع لهم، وقيل يحتمل أن لا يقام عليهم وإن كان لا يجوز إبقاؤهم على ذلك ذكرهما ابن التين ثم قال وقد أجمعوا أنه أي الخليفة إذا دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام عليه، واختلفوا إذا غصب الأموال وسفك الدماء وانتهك الحرمات هل يقام عليه أو لا. أ. هـ، ثم قال: وقد جاء وعيدهم باللعن إذا لم يحافظوا على المأمور به وبأن يسلط عليهم من يبالغ في أذيتهم. أ. هـ ص ٩٣ جـ ١٣
قال تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، قال في الفتح: أطيعوا الله فيما نص عليكم في القرآن وأطيعوا الرسول فيما بين لكم من القرآن وما ينصه عليكم من السنة، أو المعنى أطيعوا الله فيما يأمركم به من الوحي المتعبد بتلاوته وأطيعوا الرسول فيما يأمركم به من الوحي الذي ليس بقرآن، ومن بديع الجواب قول بعض التابعين الأمراء من بني أمية لما قال له: أليس الله أمركم =

<<  <  ج: ص:  >  >>