للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه، وجدّ المهدي هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وروايته عن ابن عباس مرسلة والله أعلم.

٢٨ - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً (١)

أو مظلوماً، فقال رجلٌ: يا رسول الله أنصرهُ إذا كان مظلوماً، أفرأيتَ إن كان ظالماً كيف أنْصُرُهُ؟ قال: تَحْجُزُهُ أو تمنعهُ عن الظلم، فإن ذلك نصرهُ" رواه البخاري ورواه مسلم في حديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وَلْيَنْصُرِ الرجلُ أخاهُ ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فَلْيَنْهَهُ فإنه له نُصْرَةٌ، وإن كان مظلوماً فليَنْصُرْهُ".


(١) أي تمنعه عن الظلم كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: "قالوا: يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ فقال تأخذ فوق يديه" قال في الفتح كنى به عن كفه عن الظلم بالفعل إن يكف بالقول وعبر بالفوقية إشارة إلى الأخذ بالاستعلاء والقوة.
قال ابن بطال: النصر عند العرب الإعانة وتفسير لنصر الظالم بمنعه من الظلم من تسمية الشيء بما يئول إليه، وهو من وجيز البلاغة. قال البيهقي: معناه أن الظالم مظلوم في نفسه فيدخل فيه ردع المرء عن ظلمه لنفسه حسا ومعنى فلو رأى إنسان يريد أن يحب نفسه لظنه أن ذلك يزيل مفسدة طلبه الزنا مثلاً منعه من ذلك وكان ذلك نصراً له واتحد في هذه الصورة الظالم والمظلوم. وقال ابن المنير: فيه إشارة إلى أن الترك كالفعل في باب الضمان. أ. هـ ص ٦١ جـ ٥
وفي باب نصر المظلوم قال في الفتح هو فرض كفاية وهو عام في المظلومين وكذلك في الناصرين بناء على أن فرض الكفاية مخاطب به الجميع، وشرط الناصر أن يكون عالماً بكون الفعل ظلماً ويقع النصر مع وقوع الظلم وهو حينئذ حقيقة وقد يقع قبل وقوعه كمن أنقذ إنساناً من يد إنسان طالبه بمال ظلماً وهدده إن لم يبذله وقد يقع بعد. أ. هـ. ثم أورد البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع" منها نصر المظلوم" ثم قول النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابه، عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنهما.
أدلة تحريم المظالم وتحريم الغصب وعقاب الله للظالمين من كتاب الله تعالى:
(أ) قال تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء" (٤٣ من سورة إبراهيم)، أي أبصارهم لا تقر في أماكنهم من هول ما ترى (مهطعين): مسرعين إلى الداعي رافعي رءوسهم لا يطرفون ولكن عيونهم مفتوحة ممدوة من غير تحريك الأجفان (هواء): خلاء وهو الذي لم تشغله الأجرام، أي لا قوة في قلوبهم ولا جراءة، ويقال للأحمق أيضاً قلبه هواء، وعن ابن جريج هواء. أي صفر من الخير خالية عنه. أ. هـ عيني. وقال مجاهد: مهطعين، أي مديمي النظر، ويقال مسرعين لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، يعني جوفاً لا عقول لهم، جوفاً جمع أجوف: وقيل نزعت أفئدتهم من أجوافهم. أ. هـ عيني ص ٢٨٤ جـ ١٢. =

<<  <  ج: ص:  >  >>