للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم حديث تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدينُ النصيحة (١) قاله لهُ ثلاثاً. قال: قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله (٢)، ولرسوله (٣)، ولأئمة المسلمين (٤)،

وعامتهم (٥) " رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

١٧ - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجلُ يلقى الرجلَ، فيقولُ: يا هذا اتق الله وَدَعْ (٦) ما تصنعُ به، فإنه لا يحلُ لك، ثم يلقاهُ من الغدِ (٧) وهو على حاله، فلا يمنعهُ ذلك أن يكون أكيلهُ وشَرِيَبهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعضٍ، ثم قال: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إسْرَائِيلَ عَلىَ لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ (٨) الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أنْفُسُهُمْ (٩) إلى قوله فاسقون". ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد (١٠) الظالم، وَلَتَأْطُرُنَّهُ (١١)

على الحق أطراً" رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي، وقال حديث حسن غريب، ولفظه: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم


(١) أي هو قوام الدين وعماده.
(٢) يؤمن به ويطيعه ويعظمه، ويعتمد عليه وحده، ويهجر المعاصي ويترك صحبة الفساق.
(٣) يصدق برسالته صلى الله عليه وسلم، وينصره بإحياء سنته ويتبع مناهجه.
(٤) يرشدهم إلى الحق ويعينهم عليه، ويطيع أوامرهم وينبههم عند الغفلة برفق ولين.
(٥) إرشاد الناس إلى طاعة الله، واتباع كتابه وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم، وتعليم الجهلة.
(٦) اترك عملك الفاسد.
(٧) اليوم التالي يصاحبه ويجالسه، ويتخذه سميره ونديمه، ويجلس على مائدته، وسكت عن نصائحه، فطرده الله من رحمته وأقصاه من نعيمه.
(٨) يوالون المشركين بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، والآن يوادون من عصى الله وفسق وفجر، ويتخذونهم أصحاباً ولا ينكرون عليهم القبائح.
(٩) " أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون" (٨١ - ٨٢ من سورة المائدة).
(١٠) تمنعونهم كرهاً، وتجبرونهم قسراً، وتلزمونهم اتباع العدل مهما صعب عليهم.
(١١) لأنهم لم ينصحوه، ويردعوه ويقطعوا صحبته لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>