للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي، كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، وقال الترمذي: حديث حسن.

١١ - وعن مكحولٍ رضي الله عنه قال: "قال رجلٌ: متى قيام الساعة (١)

يا رسول الله؟ قال: ما المسئول عنها بأعلمَ من السائلِ (٢)، ولكن لها أشراطٌ (٣) وتقاربُ أسواقٍ. قالوا: يا رسول الله وما تقاربُ أسواقها؟ قال: كسادها (٤) وَمَطَرٌ (٥) ولا نباتَ، وأن تَفْشُوَ (٦) الغيبةُ وتَكْثُرَ أولادُ البغيةِ (٧)، وأن يَعُظَّمَ ربُّ المالِ (٨)، وأن تعلوَ أصواتُ الفَسَقَةِ (٩) في المساجد، وأن يظهر (١٠) أهلُ المنكرِ على أهل الحقِّ. قال رجلٌ: فما تأمرني (١١)؟ قال: فِرَّ بدينكَ (١٢)

وَكُنْ حِلْساً من أحْلاَسِ بيتكَ" رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلاً.

١٢ - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين أيديكم فتناً (١٣) كَقِطَعِ الليلِ المُظْلِمِ يُصْبِحُ الرجلُ فيها مؤمناً، ويُمسي كافراً،


(١) في أي زمن يأتي يوم الحساب والعذاب.
(٢) انفرد الله بعلمها دون من وجه إليه السؤال أو سأل.
(٣) علامات.
(٤) بوار تجارتها وعدم رواجها وضيق أهلها وزيادة كربهم وعدم البركة في أرباحهم.
(٥) إنزال الماء من السماء في أرض مجدبة قحلة لم تخصب ولم ينفع فيها زرع.
(٦) تكثر الأقوال الذميمة التي فيها عيوب الناس، والغيبة أن تذكر أخاك بما يكره.
(٧) الزانية.
(٨) صاحب الأموال الطائلة يحترم لغناه، وإن كان على باطل ولن يجد ما يزجره أو يمنعه.
(٩) العصاة يبين صلى الله عليه وسلم الدلائل الواضحة على دنو القيامة:
أولاً: نزع البركة من التجارة والصناعة وعدم رواجهما.
ثانياً: عدم إخصاب الأرض وإنباتها مع كثرة الآفات المبيدة للزروع المدمرة التالفة الهالكة.
ثالثاً: إكثار المجالس من المعائب وذكر القبائح.
رابعاً: وفرة الأشرار وكثرة العصاة الفسقة المجرمين.
خامساً: إهانة الاتقياء وإكرام الأثرياء الأغنياء غير الصالحين.
سادساً: كثرة لغو الفجرة في بيوت الله، ومجالس ذكره سبحانه.
(١٠) انتصار أهل البدع وفوز الضالين المضلين، ثم أمر صلى الله عليه وسلم باختيار العزلة واتباع الوحدة وملازمة البيت وانتهاج مناهج الأبرار البعيدين عن الفتن المتبيعن الرسول صلى الله عليه وسلم المتواضعين السالكين سبل الخير والمجتنبين صحبة الأشقياء.
(١١) أي شيء تأمرني أتبعه.
(١٢) اظفر بسلامة دينك واترك الفتن.
(١٣) اختلافات.

<<  <  ج: ص:  >  >>