للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الدف) بالضم: صوت النعل حال المشى.

الترغيب في صلاة ركعتين بعد الوضوء

٢ - وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحدٍ يتوضأُ فيحسن الوضوء، ويصلى ركعتين (١) يُقبلُ (٢) بقلبه ووجهه (٣) عليهما، إلا وجبت له الجنة. رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه في حديث.

٣ - وعن زيد بن خالد الجُهنىِّ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ فأحسن الوضوء (٤)، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غفر له ما تقدم (٥). رواه أبو داود.

٤ - وعن حُمران مولى عثمان بن عفان رضى الله عنه أنه رأى عثمان بن عفان رضى الله عنه دَعَا بوضوءٍ (٦) فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مراتٍ، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاثاً، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاثاً، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأُ نحو وُضُوئى هذا، ثم قال: من توضأ نحو وُضُوئي هذا، ثمَّ صلى ركعتين لا يُحدث (٧) فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

٥ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو أربعاً - يشك سهلٌ - يُحسنُ الركوع والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له (٨).

رواه أحمد بإسناد حسن.


(١) نافلة.
(٢) أي يخلص لله جل وعلا ولا يحدث نفسه في أمور الدنيا ويتفرغ فيها للتفكير فيما يقرأ.
(٣) لا يكثر من الحركات والإشارات.
(٤) في نسخة: فأحسن وضوءه.
(٥) في نسخة: من ذنبه.
(٦) بماء.
(٧) في رواية: لا يسهو فيهما.
(٨) في نسخة: إلا غفر له.
والغرض من هذا الباب أن يحافظ المسلم على ركعتين بعد وضوئه تحدثاً بنعمة الله، وتجديدا لعهد الله والوفاء لله على شريطة إحسان الوضوء، والإقبال على الله بقلبه ووجهه، يفسر ذلك قوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون). هذا إلى عدم السهو في الصلاة، والشعور بالذلة، والوقوف بين يدى أحكم الحاكمين، وحصر الفكر في معنى قراءته، ولا يحدث نفسه عن الدنيا وزهرتها ووساوسها وأشغالها، مع إجادة الألفاظ وترتيلها، والطمأنينة في أركانها، وأخص الركوع والسجود، وحسبك جوابه صلى الله عليه وسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>