للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الصلاة]

[الترغيب في الأذان وما جاء في فضله]

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في النداء (١)، والصف الأول (٢)، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستقبوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة (٣) والصبح لأتوهما ولو حبواً (٤). رواه البخاري ومسلم.

(قوله) لاستهموا: أي لاقترعوا، والتهجير: هو التبكير إلى الصلاة.

٢ - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في التأذين (٥) لتضاربوا (٦) عليه بالسيوف، رواه أحمد، وفي إسناده ابن لهيعة.

٣ - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة عن أبيه أن أبا سعيدٍ الخدريَّ


= لسيدنا جبريل عليه السلام حين سألك ما الإحسان؟ قال عليه الصلاة والسلام: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والفلاح في الآية: الظفر بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
وقال ابن عباس: قد سعد المصدقون بالتوحيد، وبقوا في الجنة أهـ، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (وجبت له الجنة) ومعنى خاشعين خائفين بالقلب ساكنون الجوارح، وروى الحاكم أنه موضع سجوده.
(١) فضل الأذان.
(٢) ثواب المبادرة إلى إدراك مكان في الصف الأول في الجماعة. قال النووي: النداء الأذان والاستهام الاقتراع، ومعناه أنهم لوعلموا فضيلة الأذان وقدرها وعظيم جزائه ثم لم يجدوا طريقا يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان،، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيله! ولو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة نحو ما سبق وجاءوا إليه دفعة واحدة وضاق عنهم ثم لم يسمح بعضهم لبعض به لاقترعوا عليه. وفيه إثبات القرعة في الحقوق التي يزدحم عليها ويتنازع فيها أهـ ١٥٨ جـ ٤.
(٣) العشاء.
(٤) ماشين على الركب، أي إذا علموا فضل المحافظة على صلاة العشاء وصلاة الفجر لأدوهما في المسجد، ولو على ضعف الخطأ؛ وتثاقل المشى: وعدم القدرة على السعى. قال النووي: وفيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين والفضل الكثير في ذلك بما فيهما من المشقة على النفس من تنقيص أول نومه وآخره، ولهذا كانتا أثقل الصلاتين على المنافقين أهـ.
(٥) حب رفع الصوت بألفاظ الأذان لتحصيل ثواب الله، وشهادة كل شئ له بالتوحيد.
(٦) أي لحصل نزاع شريف، وتقاتل بسيط على النصر والفوز في المنافسة الخيرية، والفضل لمن سبق ونال وهذا من باب الترغيب في الخير. وإن حصل شقاق ونفور، فمنعه أولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>