(٢) المؤذن يسمع نداءه فيجيب، فيذهب إلى المسجد ويتطهر ويتوضأ، ثم يتوجه للقبلة بذلة وخشوع ويتضرع إلى مولاه بعد التوبة الصادقة، ورد المظالم. وفى كتابى (النهج السعيد في علم التوحيد) ص ١٠٨: الدعاء: الطلب على سبيل التضرع، وقيل: رفع الحاجات إلى رفيع الدرجات. وشروطه أكل الحلال، وأن يدعو الله وهو موقن بالإجابة، وألا يكون قلبه غافلا، وألا يدعو بما فيه إثم، أو قطيعة رحم، أو إضاعة حقوق المسلمين، وألا يدعو بمحال ولو عادة لأن الدعاء يشبه التحكم على القدرة القاضية بداومها، وذلك إساءة أدب على الله تعالى. وله آداب: منها أن يتحرى الأوقات الفاضلة كأن يدعو في السجود، أو عند الآذان والإقامة، هذا إلى افتتاحه بالحمد، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه بهما. أهـ. (٣) العزيز القادر القاهر، المرجو بتثبيت العزائم على العمل الصالح تلبية لها، قال تعالى فى وصف جلال الحق ورهبوته: أ - ... (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير). ٢١ سورة المؤمن، أي يعلم النظرة الخائنة كالنظرة الثانية إلى غير المحرم؛ واستراق النظر إليه أو خيانة الأعين. إذا يستحق إجابة أوامره المسيطر على القلوب، وهو المالك الحاكم على الإطلاق، فلا يقضى بشئ إلا وهو حقه، فما لك يابن آدم تسمع دعوة الحق، ولا تسعى إلى أداء طلبها، وهى الصلاة في أوقاتها والعمل بتوحيدها، ويل للغافل، الجاهل، المقصر في حقوق الله، المحروم من خيرات مولاه. ب - ... (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون) ١٨٦ من سورة البقرة. قل لهم يا محمد إنى قريب، وهذا تمثيل لكمال علمه بأفعال العباد وأقوالهم، واطلاعه على أحوالهم بحال من قرب مكانه منهم - لى دعوة الحق فليستجيبوا لى إذا دعوتهم للإيمان والطاعة =