للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢ - وَعَنْ أَبي الدَّرْدَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَوْصِنِي. قال: إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً، فَأَتْبِعْهَا (١) حَسَنَةً تَمْحُهَا. قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِنَ الْحسَنَاتِ (٢) لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ؟ قالَ: هِيَ أَفْضَلُ الْحَسَنَاتِ. رواه أحمد عن شمر بن عطية عن بعض أشياخه عنه.

٤٣ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: إِنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً (٣) وفي رواية: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً في أَقْصَى الْمَدِينَةِ (٤)، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا (٥)، فَأَنا هذَا (٦) فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ (٧) لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ. قال: وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم شيئاً، فَقَامَ فانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم رَجُلاً فَدَعَاهُ، فَتَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ [وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ (٨) وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ (٩) إِنَّ الْحَسَناتِ (١٠)

يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكْرَى للذَّاكِرِينَ (١١)]. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ هذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قالَ: بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً. رواه مسلم وغيره.


(١) إذا هفوت فأزل ما أخطأت بإتقان عملك وفعل الحسنات رجاء عفو الله سبحانه لك، قال الشاعر:
وإذا استسقى لك ذو الإساءة عثرة ... فأقله إن ثواب ذلك أوسع
لا تجزعن عن الحوادث إنما ... خرق الرجال على الحوادث لا يجزع
(٢) سأله أبو الدرداء رضي الله عنه عن كلمة التوحيد فعدها صلى الله عليه وسلم من أفضل أعمال البر، ففيه التوبة والذكر والتسبيح والدعاء والصدقات وأنواع الطاعة تعد حسنات فتجلب رضا الله تعالى وإحسانه.
(٣) وضع الفم على الوجه على سبيل الحب والود والتلذذ.
(٤) جهة بعيدة منها.
(٥) أي شيئاً غير ملامستها ومجامعتها. منها ما دون كذا في ن ع ص ٣١٤ - ٢ وفي ن د: منها دون.
(٦) أنا واقف بين يديك خاضع لحكم الله في تنفيذ حده.
(٧) أي فعلت هذا، والله تعالى لم يفضحك بإظهار عملك للناس.
(٨) الصبح والظهر والعصر.
(٩) المغرب والعشاء ويدخل فيه ساعة السحر التهجد والاستغفار والندم والتضرع إلى القادر جل وعلا التواب.
(١٠) الصالحات وفروع العبادة. قال النووي: معنى عالجت: أي تناولت واستمتعت بها، والمراد بالمس الجماع ومعناه استمتعت بها بالقبلة والمعانقة وغيرهما من جميع أنواع الاستمتاع إلا الجماع (كافة) أي كلهم. هكذا تستعمل كافة حالاً، ولا يضاف فيقال كافة الناس ولا الكافة. وهذا تصريح بأن الحسنات تكفر السيئات. واختلفوا في المراد بالحسنات هنا فنقل الثعلبي أن أكثر المفسرين على أنها الصلوات الخمس واختاره ابن جرير وغيره من الأئمة .. وقال مجاهد: هو قول العبد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ويحتمل أن المراد الحسنات مطلقاً أهـ ص ٧٩ جـ ١٧.
(١١) عظة للمتعظين [واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (١١٥)] من سورة هود. =

<<  <  ج: ص:  >  >>