للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صِفْهُمْ لَنَا قالَ: شُعْثُ الرُّؤُوسِ (١) دُنْسُ الثِّيَابِ (٢) الَّذِينَ لا يَنْكِحُونَ المتَنَعِّمَاتِ (٣)، وَلا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدُدُ الَّذِينَ يُعْطُونَ مَا عَلَيْهِمْ (٤)،

وَلاَ يُعْطَوْنَ مَا لَهُمْ. رواه الطبراني، ورواته رواة الصحيح، وهو في الترمذي وابن ماجة بنحوه.

[السدد] هنا: هي الأبواب.

١١ - وَعنْ أَبي سَلاَمِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَمِعْتُ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَوَانِيهِ عَدَدُ النُّجُومِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ (٥) بَعْدَهَا أَبَداً، وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُوداً عَلَيْهِ فُقَراءُ المهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُؤوساً، الدُّنْسُ


(١) رؤوسهم متغيرة متلبدة، وفي المصباح: شعث الشعر شعثاً: تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن، ورجل أشعث وامرأة شعثاء، وهو أشعث أغبر: أي من غير استحداد ولا تنظف؛ والمعنى يهمهم طاعة الله وحده ولا يعتنون بأجسامهم، مثل هذا الزمن الذي يحب خدمة نفسه ويترك طاعة الله تعالى كما وصف الله الكفار: [إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم (١٢)] من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
(٢) أي ملابسهم بالية قذرة.
(٣) المتنعمات كذا د وع ص ٣٢٠ - ٢ وفي ن د: المنعمات: أي لا يتزوجون السيدات المترفة اللاتي لا يساعدنهن على تقوى الله.
(٤) يؤدون الواجب، وحقوق الناس كاملة وحقوقهم مهضومة، وأموالهم يطمع الناس فيها لتسامحهم ولعكوفهم على العبادة، والمعنى وراد حوض رسول الله الذين يشربون من مائه العذب متحلون بصفات:
أ - ليس عندهم شيء من حطام الدنيا يلهيهم عن ذكر الله وتسبيحه.
ب - يتركون محال الفجور واللهو، ويحضرون مجالس العلم، ويعملون صالحاً، ويقطعون صحبة الأشرار: (المهاجرون).
جـ - يقبلون على تكميل أنفسهم بآداب الشرع، ولا يتجملون ولا يعتنون بالمظاهر الكذابة (شعث).
د - سيداتهم مطيعة محتجبة بعيدة عن العصيان عابدة قانتة طيبة (غير المتنعمة).
هـ - نفوسهم متواضعة سهلة لينة لا يؤبه لهم ولا تحترمهم الظلمة الجهلة، ويعطون ما عليهم كاملاً، ولا يأخذون الذي استقر لهم طمعاً في حلمهم وكرمهم.
فتى كان يدنيه الفتى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
فتى لا يعد المال ربا ولا ترى ... به جفوة إن نال مالاً ولا كبر
فتىً كان يعطي السيف في الروع حقه ... إذا ثوب الداعي وتشفى به الجزر
وهون وجدي أنني سوف أغتدي ... على إثره يوماً وإن نفس العمر
(٥) لم يطرأ عليه عطش أبداً ولا يصيبه ألم ولا شدة. وشرباً بفتح الشين المصدر، وبضمها وبكسرها: اسم [فشاربون شرب الهيم].

<<  <  ج: ص:  >  >>