للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالنُّصْحُ لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ (١)، وَاللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ (٢)، فَإِنَّ دُعَاءَهُمْ يُحِيطُ (٣) مِنْ وَرَائِهِمْ، إِنَّهُ مَنْ تَكُنِ الدُّنْيَا نِيَّتَهُ (٤) يَجْعَلِ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَيُشَتِّتْ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ (٥)، وَلاَ يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ (٦)، وَمَنْ تَكُنِ الآخِرَةُ نِيَّتُهُ يَجْعَلِ اللهُ غِنَاهُ في قَلْبِهِ، وَيَكْفِيهِ ضَيْعَتَهُ، وَتَأْتِيهِ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ (٧). رواه ابن ماجة وتقدم لفظه وشرح غريبه في الفراغ للعبادة، والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه، وتقدم لفظه في سماع الحديث.

من تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه

٦٣ - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أبي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوا صَلاةَ الْفَجْرِ (٨) مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قالَ: أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيءِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟ قالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قالَ: أَبْشِرُوا (٩) وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى (١٠) عَلَيْكُمْ، وَلكِنْ أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ (١١) الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كما بُسِطَتْ عَلى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنافَسُوهَا (١٢) كما تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ. رواه البخاري ومسلم.

ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر

٦٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:


(١) بإعانتهم على الحق وطاعتهم فيه وتنبههم عند الغفلة برفق وسد خلتهم عند الهفوة ورد القلوب النافرة إليهم، وأما أئمة الاجتهاد فببعث علومهم ونشر مناقبهم وتحسين الظن بهم أهـ قسطلاني.
(٢) حضور مجالس الصالحين وأداء الصلاة جماعة مع الأئمة العاملين.
(٣) يحيط، كذا ط وع، وفي ن د محيط أي يعم ويستجاب كما قال تعالى: [والله من روائهم محيط]. المعنى: أن دعاء العلماء الصالحين أقرب إلى الإجابة.
(٤) طلبه وقصده.
(٥) يفرق طلباته.
(٦) ما قدر له.
(٧) مكرهة منقادة، لأن الله تعالى قدر الأرزاق لأصحابها، ولا بد أن تسعى إليهم كما قال تعالى: [الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر].
(٨) صلاة الفجر كذا ط وع، وفي ن د: صلاة الصبح.
(٩) لكم البشرى والتهنئة وارجوا وانتظروا ما يفرحكم من إقبال الخير الكثير.
(١٠) أخافه.
(١١) تزداد الأرزاق.
(١٢) أظهروا في جمعها التهالك على جمعها والتشاحن والمسابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>