للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا واسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) فَأَخَافُ أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا، فَلَمْ يَشْرَبْهُ. ذكره رزين، ولم أره.

ما يريد أحدكم أن يطوي بطنه لابن عمه وجاره

١٣٨ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ عُمَرَ رَأَى في يَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ دِرْهَمَاً فَقَالَ: مَا هذَا الدِّرْهَمُ؟ قالَ: أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ بِهِ لأَهْلِي لَحْماً قَرِمُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَكُلَّ مَا اشْتَهَيْتُمْ (١) اشْتَرَيْتُمْ، مَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ (٢) لابْنِ عَمِّهِ وَجَارِهِ أَيْنَ تَذْهَبُ عَنْكُمْ هذِهِ الآيَةُ: [أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا واسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا] رواه الحاكم من رواية القاسم بن عبد الله بن عمر، وهو واهٍ، وأراه صححه مع هذا، ورواه مالك عن يحيى بن سعيد: أن عمر بن الخطاب أدرك جابر بن عبد الله فذكره، وتقدم حديث جابر في الترهيب من الشبع.

[قوله: قرِموا إليه] أي اشتدت شهواتهم له، والقَرَم: شدة الشهوة للحم حتى لا يصبر عنه.

١٣٩ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ المؤمِنِينَ وَقَدْ رَقَّعَ (٣) بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرِقاعٍ (٤) ثَلاثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ. رواه مالك.

١٤٠ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلى الْمِنْبَرِ عَلَيْهِ إِزَارٌ عَدَنِيٌّ (٥) غَلِيظٌ ثَمَنُهُ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ أَوْ خَمْسَةٌ، وَرَيْطَةٌ كُوفِيَّةٌ (٦) مُمَشَّقَةٌ (٧) ضَرْبَ اللَّحْمِ (٨)، طَوِيلَ اللِّحْيَةِ حَسَنَ الْوَجْهِ. رواه الطبراني بإسناد حسن، وتقدم في اللباس مع شرح غريبه.

كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة. الحديث

١٤١ - وَعَنْ محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع عليّ بن أبي طالب يقول:


(١) أكل شيء يتعلق به حب أنفسكم تحضرونه؟
(٢) يتحمل الجوع ويحسن إلى قريبه أو جاره.
(٣) جعل مكان القطع خرقة واسمها رقعة وجمعها رقاع وغزوة ذات الرقاع سميت بذلك: لأنهم شدوا الخرق على رجلهم من شدة الحر لفقد النعال.
(٤) قطع متلبدة رقاع.
(٥) رداء صنع عدن.
(٦) ثوب رقيق لين والجمع رياط وريط، صنع الكوفة.
(٧) مصبوغة: أي لها لون يقال ثوب ممشق: أي مصبوغ، ويقال أمشقت الثوب إمشاقاً: صبغته بالمشق بكسر الميم المغرة والمغرة كما في المصباح الطين الأحمر، والأمغر في الخيل الأشقر.
(٨) هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق كما في صفة موسى عليه السلام أنه ضرب من الرجال أهـ نهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>