للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥ - وَرُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا (١) إِلى اللهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا (٢)، وَصِلُوا الّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصّدَقَةِ في السِّرِّ والْعَلانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا. رواه ابن ماجة.

٣٦ - وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: الْكَيِّسُ (٣) مَنْ دَانَ نَفْسَهُ (٤)، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، والْعَاجِزُ (٥) مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ (٦). رواه ابن ماجة والترمذي، وقال: حديث حسن.

٣٧ - وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قالَ الأَعْمَشُ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: التُّؤَدَةُ في كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلاَّ في عَمَلِ الآخِرَةِ. رواه أبو داود والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.

[قال الحافظ]: لم يذكر الأعمش فيه مَنْ حدثه، ولم يجزم برفعه.

[التؤدة] بفتح المثناة فوق وبعدها همزة مضمومة ثم دال مهملة مفتوحة وتاء تأنيث هي التأني والتثبت وعدم العجلة.


= والتصدق والإنفاق، وفعل البر وعمل الخير وأداء حقوق الله تعالى وحقوق الناس بلا تسويف خشية أن تحل أضداد الخمسة المذكورة في الحديث. أرأيت ذلك المغتر بماله. المتغطرس بكبريائه. المخدوع بحديقته الغناء لم يقبل النصيحة فذهبت ثمرات أعماله هباء منثوراً وضاعت نفقاته سدى. لماذا؟ لأنه لم يحمد الله على ما أنعم، ولم يعمل خيراً يحصن ماله ويحفظه ويزكيه، ويطهره ولم يؤمن بربه كما قال تعالى: [واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور (٧) يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (٨)] من سورة المائدة.
قال البيضاوي: نعمة الله بالإسلام لتذكركم المنعم وترغبكم في شكره، وميثاقه الذي أخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، أو ميثاق ليلة العقبة أو بيعة الرضوان، واتقوا الله في إنساء نعمته ونقض ميثاقه فهو العليم بخفياتها فيجازيكم عليها فضلاً عن جليات أعمالكم أهـ. الميثاق الذي نتعاهد به القرآن والسنة فلنعمل بهما ولنتق الله ولنستضيء بضوئهما.
(١) ارجعوا إلى الله بالندم وكثرة الاستغفار والذكر.
(٢) تلهيكم الدنيا بزخارفها وأمراضها.
(٣) العاقل.
(٤) أي أذلها واستعبدها، وقيل حاسبها أهـ نهاية.
(٥) المقصر من مال إلى شهواته.
(٦) أكثر الطلب بلا عمل، واسترسل في آماله بلا أخذ العدة لإصلاح نفسه، ويسوف في أعمال البر.

<<  <  ج: ص:  >  >>