للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأرز] بفتح الهمزة وتضم وإسكان الراء بعدهما زاي: هي شجرة الصنوبر، وقيل: شجرة الصنوبر الذكر خاصة، وقيل: شجرة العرعر، والأول أشهر.

١٣ - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: مَا ابْتَلَى اللهُ عَبْداً بِبلاَءٍ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةٍ يَكْرَهُهَا إِلاَّ جَعَلَ اللهُ ذلِكَ الْبَلاءَ كَفَّارَةً (١) وَظُهُوراً مَا لَمْ يُنْزِلْ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْبَلاءِ بِغَيْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٢)، أَوْ يَدْعُو غَيْرَ اللهِ في كَشْفِهِ (٣).

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات، وأمّ عبد الله ابنة أبي ذئاب لا أعرفها.

أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل

١٤ - وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً (٤)؟ قالَ: الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ (٥) فَالأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ (٦) عَلَى


(١) ماحياً لذنوبه ونقاه تنقية.
(٢) مدة عدم إسناد هذا لغير الله وحده، بمعنى أنه يثاب ما دام يعتقد أن هذا المرض أو المحن من الله تعالى، وهو الذي يكشف الكروب وحده، فإذا حاد وضجر ويئس وأسند ما أصابه إلى غير الله وشكا لغير الله فلا ثواب له البتة، نسأل الله السلامة.
(٣) يعتقد أن الطبيب يشفيه، أو غيره يزيل همومه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله".
يعلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر إذا أصابك مكروه رجاء ثواب الله سبحانه، وأن تتحمل الآلام في سبيل رضاه سبحانه والرضا بقضائه، وألا تلجأ إلى مخلوق في كشف هذا الضر فالله وحده مفرج الكروب مزيل الهموم كما قال محمد بن بشير:
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا
إن الأمور إذا انسدت مسالكها ... فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقاً من غرة زلجا
ولا يغرنك صفو أنت شاربه ... فربما كان بالتكدير ممتزجا
فلج: غلب. ارتتج: انشق. يلج: يدخل. غرة: غفلة. زلج: زل وسقط.
(٤) محناً وشدائد.
(٥) المقارب لهم في الفضل والطاعة والإيمان.
(٦) يختبر بمقدار دينه فكثير الإيمان يرضى ويستبشر بالفرج، وينتظر الخير الكثير ويغدق بالحسنات وتزال عنه الذنوب. ويروى عن أكثم بن صيفي قال: خير السخاء ما وافق الحاجة. ومن عرف قدره لم يهلك، ومن صبر ظفر، وأكر أخلاق الرجال العفو أهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>