للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاساً في صُوَرِ الذَّرِّ (١) يَطَؤُهُمْ النَّاسُ بِأَقْدَامِهِمْ، فَيُقَالُ: مَا هؤُلاءِ في صُوَرِ الذَّرِّ؟ فَيُقَالُ: هؤُلاءِ الْمُتَكَبِّرُونَ فِي الدُّنْيَا. رواه البزار.

٢٣ - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُسَاقُونَ إِلى سِجْنٍ في جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ: بُؤْلَسُ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةِ الْخَبَالِ (٢). رواه النسائي والترمذي، وقال: حديث حسن، وتقدم مع غريبه في الكبير.

يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق

٢٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ علهي وسلم: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ثَلاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ وَرَاهِبِينَ، واثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قالُوا، وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا. رواه البخاري ومسلم.

[الطرائق] جمع طريقة: وهي الحالة.

٢٥ - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ في الأَرْضِ عَرَقُهُمْ سَبْعِينَ ذِرَاعاً، وَإِنَّهُ يُلْجِمُهُمْ (٣) حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ. رواه البخاري ومسلم.


(١) الذين تكبروا في الدنيا يصغرهم الله مثل رؤوس النمل في المحشر، ويذلهم استحقاراً ويكونون تحت نعال الماشين امتهاناً.
(٢) طينة الخبال كذا ط وع ص ٤٢٩ - ٢ وفي ن د: طينته الخبال، أي يعذب الله أهل الكبر والعظمة بقدرته ويوجد من صفاتهم الذميمة عصارة. وفي الغريب: الخبال الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطراباً كالجنون المؤثر في العقل والفكر، قال الله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا] من سورة آل عمران.
وقال عز وجل: [ما زادوكم إلا خبالا] قال زهير: ... * هنالك أن يستخبلوا المال يخبلوا *
أي إن طلب منهم إفساد شيء من إبلهم أفسدوه أهـ ص ١٤١. وقال البيضاوي: أي لا يقصرون لكم في الفساد.
(٣) يغمرهم العرق مثل الماء حتى يصل إلى آذانهم فلا يقدرون على النطق.

<<  <  ج: ص:  >  >>