للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ (١) فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ بِهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاهُ؟ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

٣٧ - وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: لَنْ تَزُولَ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ (٢) فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذا عَمِلَ فِيهِ. رواه البزار والطبراني بإِسناد صحيح واللفظ له.

٣٨ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ: [فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (٣) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ (٤) مَسْرُوراً] (٥)

فَقَالَ: إِنَّما ذَلِك الْعَرْضُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ هَلَكَ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.


= في تدبره مشاعرهم وحواسهم التي خلقت فيها لأجله كما تطلع على أفئدتهم لأنها فارغة عن المعرفة مملوؤة بالجهالات، ونظيره قوله تعالى [أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة] وقوله تعالى [يوم يسحبون في النار على وجوههم].
(١) يسأله الله تعالى عن هذا الزمن في أي شيء صرفه؟ وأي شيء استفاد بعلمه فعمل؟ من أي مكان جمع ماله؟ وفي أي شيء أنفقه؟ وفي أي الأعمال أفنى جسمه؟ أربعة أشياء يحاسب عليها العبد:
أ - العمر، ب - العلم.
جـ - المال.
د - الجسم.
لا بد أن تسخر هؤلاء في وجوه البر.
(٢) قوة جمسه ونضارته وفتوته. في أي شيء أذهبه؟.
(٣) سهلاً لا يناقش فيه.
(٤) إلى عشيرته المؤمنين: أو فريق المؤمنين، أو أهله في الجنة من الحور [وأما من أوتي كتابه وراء ظهره (١٠) فسوف يدعو ثبورا (١١) ويصلى سعيرا (١٢) إنه كان في أهله مسرورا (١٣) إنه ظن أن لن يحور (١٤) بلى إن ربه كان به بصيرا (١٥)] من سورة الإنشقاق.
يتمنى الثبور ويقول يا ثبوراه وهو الهلاك: تغل يمناه ويؤتى كتابه بشماله في أهله في الدنيا بطراً بالمال والجاه فارغاً من الآخرة (لن يحور) لن يرجع إلى الله تعالى.
(٥) قبل هذه الآية [يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه] والكدح: السعي إلى لقاء جزائه، وفي سورة الحاقة [فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه (١٩) إني ظننت أني ملاق حسابيه (٢٠) فهو في عيشة راضية (٢١) في جنة عالية (٢٢) قطوفها دانية (٢٣) كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية (٢٤) وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه (٢٥) ولم أدر ما حسابيه (٢٦) يا ليتها كانت القاضية (٢٧) ما أغنى عني ماليه (٢٨) هلك عني سلطانيه (٢٩) خذوه فغلوه (٣٠) ثم الجحيم صلوه (٣١) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه (٣٢) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم (٣٣) ولا يحض على طعام المسكين (٣٤) فليس له اليوم =

<<  <  ج: ص:  >  >>