للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمِسْكِ، فَيَضْمُرُ بَطْنُهُ (١). رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح.

٦٨ - والطبراني بإسناد صحيح ولفظه في إحدى رواياته قال بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: وَعَلَيْكُمْ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ تَزْعُمُ أَنَّ في الْجَنَّةِ طَعَاماً وَشَراباً وَأَزْوَاجاً؟ فَقَالَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: نَعَمْ تُؤْمِنُ بِشَجَرَةِ الْمِسْكِ؟ قالَ نَعَمْ. قالَ: وَتَجِدُهَا في كِتَابِكُمْ؟ قالَ نَعَمْ: قالَ: فَإِنَّ الْبَوْلَ وَالْجَنَابَةَ عَرَقٌ، يَسِيلُ مِنْ تَحْتِ ذَوَائِبِهِمْ (٢) إِلى أَقْدَامِهِمْ مِسْكٌ.

٦٩ - ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما: أَتَى النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ؟ وَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: إِنْ أَقَرَّ لي بِهذا خَصَمْتُهُ (٣)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: بَلَى، والَّذِي نَفْسُ مُحْمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ في الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ والشَّهْوَةِ وِالْجِمَاع، فَقَال لَهُ الْيَهُودِيُّ: فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: حَاجَتُهُمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جُلُودِهِمْ مِثْلَ الْمِسْكِ، فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمُرَ (٤). ولفظ النسائي نحو هذا.

إن أسفل أهل الجنة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم

٧٠ - وَعَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ قالَ: إِنَّ أَسْفَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ مَنْ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ عَشْرَةُ آلافِ خَادِمٍ، مَعَ كُلِّ خَادِمٍ صَحْفَتَانِ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَوَاحِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، في كُلِّ صَحْفَةٍ لَوْنٌ لَيْسَ في الأُخْرَى مِثْلُهَا، يَأْكُلُ مِنْ آخِرِهِ كما


(١) يخف ويقل الذي فيه، المعنى يتنعم الإنسان بأصناف الأطعمة الشهية ويذوقها، ولا تؤلمه أو تسقمه أو تضعفه أو تلزمه بإخراجها تخمة، بل تخرج مثل العرق ذي الرائحة الذكية.
(٢) شعر رؤوسهم إلى أرجلهم تسيل عرقاً مثل المسك، وفي المصباح الذؤابة: الضفيرة من الشعر إذا كانت مرسلة، فإن كانت ملوية فهي عقيصة، والذؤابة: طرف العمامة. ما أحلى نعيم الجنة ليس فيها قذارة مثل الدنيا بل الفضلات تتحول إلى عرق عطر. اللهم انفحنا برضاك ونعيمك.
(٣) اتخذته خصما، يقال خصم الرجل إذا أحكم الخصومة، فهو خصم وخصيم وخاصمته مخاصمة، وخصمته غلبته في الخصومة.
(٤) خف ودق وقل لحمه، يقال ضمر الفرس ضموراً وضمر ضمراً وأضمرته أعدتته للسباق، وهو أن تعلفه قوتاً بعد السمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>