للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٠ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: أَوَّلُ زُمْرَةٍ (١) يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ضَوْءُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى لَوْنِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ (٢) فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعَينِ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ (٣) سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ لُحُومِهِمَا وَحُلَلِهِمَا كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ. رواه الطبراني بإسناد صحيح، والبيهقي بإسناد حسن، وتقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه بنحوه.

ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى

٨١ - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ انْطلِقَ بِهِ إِلى طُوبَى، فَتُفْتَحُ لَهُ أَكْمَامُهَا (٤) فَيَأْخُذُ مِنْ أيِّ ذَلِكَ شَاءَ، إِنْ شَاءَ أَبْيَضَ، وَإنْ شَاءَ أَحْمَرَ، وَإِنْ شَاءَ أَخْضَرَ، وَإِنْ شَاءَ أَصْفَرَ، وَإِنْ شَاءَ أَسْوَدَ، مِثْلَ شَقَائِقِ (٥) النُّعْمَانِ وَأَرَقَّ (٦) وَأَحْسَنَ. رواه ابن أبي الدنيا.

٨٢ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ في الْجَنَّةِ (٧) سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَةٌ فَتَضْرِبُ مَنْكِبَهُ (٨) فَيَنْظُرُ وَجْهُهُ في خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤلُؤَةٍ (٩) عَلَيْهَا تُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ فَتُسَلمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ السَّلامَ، وَيَسْأَلُهَا مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ المزِيدِ (١٠) وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْباً أَدْنَاهَا مِثْلُ النَّعْمَانِ (١١) مِنْ طُوبَى (١٢) فَيَنْفُذُهَا


(١) طائفة كما قال تعالى: [وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا] أي جماعات.
(٢) متلألئ وضاء.
(٣) باطن: كناية عن صفاء الجسم وبهائه وزيادة حسنه.
(٤) جمع كم بكسر الكاف، وعاء الطلع وغطاء النور: أي تشرق الزهرة باسمة مثمرة يأخذ منها ما يشاء من بدائع الألوان.
(٥) في المصباح هو الشقر. والشقرة من الألوان: حمرة تعلو بياضاً في الإنسان، وحمرة صافية في الخيل، والشقر مثال تعب شقائق النعمان الواحدة شقرة. وليس بمشموم أهـ.
(٦) وأصفى وأبدع.
(٧) معناه يتلذذ مدة الاضطجاع وأخذ راحته متكئاً.
(٨) مجتمع رأس العضد، والكتف لأنه يعتمد عليه: أي تمد يدها عليه مسرورة فرحة فيرى نفسه أمامها.
(٩) أقل درة عليها تضيء الدنيا جمعاء.
(١٠) زيادة فضل الله وكرمه عليك: أي منة جديدة، اللهم أعطنا مزيد إحسانك.
(١١) لونها أحمر كالدم، والنعمان اسم من أسماء الدم.
(١٢) شجرة الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>