للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شئٍ قديرٌ. عشر مراتٍ كتب الله له بهن عشر حسناتٍ، ومحا بهن (١) عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجاتٍ، وكن له عدل (٢)

عتاقةِ أربع رقابٍ، وكن له حرساً (٣) حتى يمسى، ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته (٤) فمثل ذلك حتى يُصبح. رواه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه، وهذا لفظه.

وفي روايةٍ له: وكن له عدل عشر رقابٍ.

٥ - وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين ينصرف من صلاة الغداة (٥): لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد بيده الخير، وهو على كل شئٍ قدير عشر مراتٍ أُعطى بهنَّ (٦)

سَبْعاً: كتب


(١) في نسخة: ومحى عنه.
(٢) عدل: قدر، وقيمة ونصيب. وعتق العبد يعتق عتقاً وعتاقا وعتاقة لهو عتيق وعاتق: والعتق الكرم، وهو أيضا الجمال وهو أيضاً الحرية، وكذا العتاق والعتاقة.
والمعنى إطلاق أربعة أنفس من ذل العبودية، فيتنسمون نسيم الحرية والطلاقة وعدم الأسر والاستبعاد.
(٣) بمعنى أن الله يتفضل فيجعل لقائل هذا الورد حراساً له وحفظة ووقاية.
(٤) بعد صلاته ينال زيادة الحسنات وإزالة السيئات، ويتجلى عليه ربه بحراسته، وتحيط به جنود الرحمة طيلة ليله حتى يصبح. فلتحافظ على هذا يا أخى، فهذا وصف الصادق المصدوق للمسلم الذاكر الله، المحافظ على أداء حقوق الله، المعتمد على مولاه. أي ثواب هذا الورد لقائله يساوى ثواب من أعتق عشرة أو أربعة أشخاص لوجه الله تعالى ومتعهن بالحرية.
(٥) الغدوة: ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس، والمعنى والله أعلم بعد أداء صلاة الفجر كما في الحديث، ويقال آتيك غداة غد، والجمع غدوات، فالغداة أول وقت الفجر، وفيه حث على اليقظة مبكراً، والإكثار من ذكر الله صباحا رجاء كسب الخير، وزيادة الرزق ورفع الدرجات في الجنة والبعد عن النار، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه أعلى الجنة ومنه تفكر أنهار الجنة) وقد قال الله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) أي الخصلة الحسنى؛ وهى السعادة أو التوفيق بالطاعة أو البشرى بالجنة.
(٦) الله تعالى تكفل أن يعطيه سبع فوائد:
أولا: عشر حسنات. ثانياً محو سيئات. ثالثاً: زيادة درجات. رابعاً: ثواب العتق. خامساً: الحفظ من الشيطان. سادساً: السلامة من المصائب. سابعاً: التنقية من العيوب والنجاة من العذاب. تلك خصال سبعة لمن سبح الله وكبر، أولئك عنها مبعدون. قال البيضاوى: لأنهم يرفعون إلى أعلى عليين.
روى أن علياً كرم الله وجهه خطب وقرأ هذه الآية ثم قال: أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وابن الجراح، ثم أقيمت الصلاة فقام يجر رداءه ويقول: (لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون) ١٠٤ من سورة الأنبياء. شاهدنا رفع الدرجات وأخبرنا صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على التسبيح بعد الفجر والمغرب (خالدون) أي دائمون في غاية التنعيم، ولا تهمهم النفخة الأخيرة وتستقبلهم ملائكة الرحمة، مهنئين لهم هذا يوم ثوابكم الموعود به في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>