للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة الصلاة المطلوبة شرعا

٦ - وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاسهم (١)

في الإسلام لمن صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له. رواه البزار.


= ولا يلقى الله تعالى عبد بهما غير شاك فيحجب عن الجنة، حرم الله النار على من قال لا إله إلا الله) وغير ذلك، واحتجوا على قتله بقوله تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم) وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر وهى القتل، أو أنه محمول على المستحل، أو على أنه قد يئول به إلى الكفر، أو أن فعله فعل الكفرة، والله أعلم. أهـ ص ٧١ جـ ٢.
ما عذرك ياتارك الصلاة وقد رأيت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيح إراقة دمك، وضياع مالك وذهاب قيمتك في الحياة حتى قال العلماء: امرأته طالق، لأنه نقص قدره، قلت درجته وصار دنيئاً ليس كفؤا في نظر الشارع لها، هذا في الدنيا، فما بالك في الآخرة عند سؤال الله لك عن سبب تركها، وما الذى ينجيك من شدائد يوم القيامة، وهل قرأت قول الله تعالى يضرب مثلا للعابد المتهجد الخائف من أهوال القيامة والراجى فضل ربه، قال تعالى:
أ - (أم من هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) هل يتساوى أيها العقلاء من يسهر طول ليله في عبادة ربه كمن هو ضده كافر أو غافل أو تارك (قانت) قائم بوظائف الطاعات ساعة الليل.
ب - (وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون) ٥٩ أي لا يتساوى الغافل والمستبصر العامل والمحسن المسئ وإن تذكر المسلمين في هذا الفرق قليل (إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) ٦٠ من سورة المؤمنون. أجمع الرسل على الوعد بوقوعها ولكن لا يصدق المؤمنون أكثرهم لقصور نظرهم.
جـ - (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) نزلت في المرضى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون، فاتق الله وصل عسى إن عجزت تسامح وتؤجر.
(١) أي لا نصيب له في خير الإسلام لأنه مشرك، والسهم في الأصل واحد السهام التى يضرب في الميسر، وهى القداح، ثم سمى به ما يفوز به الفالج سهمه ثم كثر حتى سمى كل نصيب سهماً، ومنه حديث كان للنبى صلى الله عليه وسلم سهم من الغنيمة شهد أو غاب، فأنت ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفى توزيع الخير على تارك الصلاة، ويجعله معدوما عند إعطاء الجنائز أو الغنائم. هذا إلى أنه مذموم، وجاره إن رضي به مذموم، وصاحبه مذموم، نفى صلى الله عليه وسلم الإيمان وهو التصديق بوجود الله جل وعلا، والثقة به من الخائن لأن لا ضمير يحاسبه أمام الله فيخشاه جل وعلا لأنه لا يرد الأمانة، ولا يحفظها في حرز مثلها، ويردها عن طلبه، ويل له عند الله جزاء غدره ونكثه، ثم نفى صلاة النجس غير الطاهر المتوضئ، ثم نفى صلى الله عليه وسلم الدين عن تارك الصلاة كما قال صلى الله عليه وسلم: (الصلاة عماد الدين) والدين: الطاعة العبادة والعقيدة الموصلة إلى توحيد الله، وتنفيذ أوامره، واجتناب مناهيه، وقد شبه صلى الله عليه وسلم الصلاة بالرأس، والدين بالجسم، ولايصح الجسم بلا رأس، وإن عدم الرأس بلى الجسم وفنى، وكذلك ترك الصلاة تذهب لباب الدين، وتضيع صفوته، وتزيل خلاصته، وتعدم وحدته، فلا يعطيه الله ثوابا موصلا للجنة إن عمل صالحاً غير الصلاة، فكأن الصلاة محور الطاعة، ومحط رجال العبادة. وهى ثانى قنطرة يسأل عنها =

<<  <  ج: ص:  >  >>