للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي روايةٍ له أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدعوا الركعتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب (١). وروى أحمد منه:

وركعتى الفجر حافظوا عليهما، فإن فيهما الرغائب.

٤ - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: بصوم ثلاثة أيامٍ كل شهرٍ (٢)، والوتر قبل النوم، وركعتى الفجر. رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد، وهو عند أبى داود وغيره خلا قوله:

وركعتى الفجر، وذكر مكانهما: ركعتى الضحى، ويأتى إن شاء الله تعالى.

٥ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحدٌ: تعدل (٣) ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون: تعدل ربع القرآن، وكان يقرؤهما في ركعتى الفجر، وقال: هاتان الركعتان فيهما رُغَبُ الدُّرِّ (٤). رواه أبو يعلى بإسناد حسن والطبراني في الكبير، واللفظ له.


(١) أي ما يرغب فيه من الثوب العظيم، وبه سميت صلاة الرغائب، واحدتها رغيبة أهـ نهاية.
(٢) يصوم تطوعا، ويصلى الوتر قبل نومه خشية أن ينام فلا يصلى والمحافظة على ركعتى الفجر.
(٣) يقرأ فيهما صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتى الفجر في الأولى منهما: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا. الآية التى في البقرة، وفي الآخرة منهما: آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون). وعنه أيضا قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتى الفجر: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا، والتى في آل عمران: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) أهـ صج ٦.
(٤) رغب الدرفى النسختين المطبوعتين اللتين بأيدينا، والمعنى والله أعلم أن هاتين الركعتين يرغب الإنسان فيهما كما يرغب في جمع الدرر ويود منه شيئاً كثيراً، ويطمع في وفرته، ويميل إلى كثرته، وإن ركعتى الفجر أول من الحرص عليه لأن ثوابهما أبقى وأجل فائدة، فالدر فان، ومتاع الدنيا قليل ومتاع الآخر نعيم مقيم. وفي ع النسخة المخطوطة ص ١٨٨: رغب الدهر: أي إن المصلى يحرص على ركعتى الفجر حرصه على طول عمره وإجابة طلبه وسعة رزقه مدى دهره قال في النهاية: وفيه الرغب شؤم: أي الشره والحرص على الدنيا وقيل سعة الأمل وطلب الكثير، ففهمت المعنى الأول: (رغب الدر) طالب زهرة الدنيا والدر والمال، وفهمت الثانية: (رغب الدهر) من سعة الأمل، وطلب الكثير. قال صلى الله عليه وسلم: (يشب ابن آدم ويشب معه اثنتان: حب المال، وطول العمر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو ان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً)، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
فاحرص أخى على التكبير، وأداء ركعتى الفجر عسى أن تنجح.

<<  <  ج: ص:  >  >>