للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم شفعه (١) فىَّ، وشفعنى في نفسي (٢)

فرجع وقد كشف الله عن بصره (٣). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب والنسائي، واللفظ له وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وليس عند الترمذي: ثم صل ركعتين، إنما قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يدعو بهذا الدعاء فذكره بنحوه. ورواه في الدعوات، ورواه الطبراني وذكر في أوله قصةً.

وهو أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجةٍ له، وكان عثمان لايلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقى عثمان بن حنيفٍ فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيفٍ: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إنى أسألك، وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة، يا محمد! إنى أتوجه بك إلى ربى فيقضى حاجتى، وتذكر حاجتك ورح إلىَّ (٤) حتى


(١) تكرم واجعلنى من أتباعه العاملين بسنته لترضى عنى وتجيب دعائى فأنصر تفضلا منك ومحبة في رسولك، وفي الغريب: والشفاعة: الانضمام إلى آخر ناصراً له وسائلا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلا حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى ومنه الشفاعة يوم القيامة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (القرآن شافع مشفع) وقوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) أي يارب أتوجه لك بذلى وانكسارى أن تتجلى لى بالرحمة والرضوان والشفاء التام ورد نور عينى إكراما لمن أنتسب إليه صلى الله عليه وسلم، وأحبه أن يطلب العافية لى عليه الصلاة والسلام.
(٢) اجعلنى رادع نفسى، وكاسر شرها ومبعث هداية لها عسى أن تجيب دعائى ويصفو قلبى بالإخلاص لك ..
(٣) قد اتفق أن كان التضرع مقبولا، والنية صادقة فتفتحت أبواب رحمة الله، فأجاب الله دعاءه وأبصر هذا تعليم لأمته صلى الله عليه وسلم، فكل مكروب يلجأ إلى الله ويقدم التوبة ويندم على مااقترف ويرد المظالم ويخلص لربه في نيته ويتطهر ويصالح ويكثر ماله وينصره على أعدائه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) وتلك صيغة أقرب للإجابة فاحفظها أخى وادع الله إنه سميع الدعاء (إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم) (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) ١٠٧ من سورة يونس.
يا أخى: يعلمك الرسول صلى الله عليه وسلم (إنى أتوجه إلى ربى فيقضى حاجتى) فكر في هذه الجملة لعلك تفقه مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه، وتقبل على العمل بسنته وتعقد الخناصر على محبته، وتكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن، ثم ترفع يديك عسى أن الله يأتى بالفتح، ويدخلك برحمته في عباده الصالحين.
(٤) كذا ع ص ٢٣١، وفى ن د بحذف إلى، امش إلى، وفيه (من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة): أي مشى إليها، وذهب إلى الصلاة. وفيه أن المؤمن يدل على الخير، ويرشد إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>