للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١ - وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الصدقة لتطفئ غضب الرَّبِّ وتدفع ميتة السُّوء (١).

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وروى ابن المبارك في كتاب البر شطره.

الأخير، ولفظه:

(إنَّ الله ليدْرأبالصَّدقة سبعين باباً (٢) منْ ميْتة السُّوء).

(ما نقص مال عبد من صدقة)

(يدرأ) بالدال المهملة: أي يدفع، وزنه ومعناه.


(١) الاحسان إلى الفقراء، والإنفاق في الخير يبعد سوء الخاتمة، ويرشد إلى المحامد، ويضمن حسن العاقبة كما قال تعالى:
أ - (والعاقبة للتقوى) أي حسن العاقبة لأهل التقوى.
ب - (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام).
وقال تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم ليعلم أمته: (إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير) ١٨ من سورة فاطر. (بالغيب): غائبين عن عذابه، أو عن الناس في خلواتهم، ومن تطهر من دنس المعاصي، وأنفق في الخير جازاه الله بالنعيم على تزكيته، على أن عدم الإنفاق قد يجر إلى الإلحاد، وعدم الصدقة وراءها قسوة القلب وغفلته عن الله، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى توحيد الله والاستقامة في العمل: (فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون) فامتناعهم عن الزكاة كما قال البيضاوي: لاستغراقهم في طلب الدنيا، وإنكارهم للآخرة لبخلهم، وعدم إشفاعهم على الخلق.
وإن الله تعالى أمر أزواج خير الخلق صلى الله عليه وسلم: (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله): أي في سائر ما أمركن به ونهاكن عنه. وقد عد سبحانه خصالا عشرة يقوم به رجال أبرار أطهار أخيار منها: (والمتصدقين والمتصدقات) - في قوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) ٣٦ من سورة الأحزاب.
فانظر رعاك الله إلى هذا الثواب الجزيل وقد ضمن الله حسنى الخاتمة للمتفق في البر.
(٢) يخبرك صلى الله عليه وسلم فائدة الصدقة أن تدفع سبعين بابا من أبواب الأذى والشر، وتجلب رضا الله ورحمته وإحسانه ووقايته من المكاره. قال تعالى:
أ - (وأن تصدقوا خير لكم).
ب - (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) ٦٩ من سورة العنكبوت.
جاهدوا فينا: عملوا الصالحات وبذلوا النفس والنفيس في حقنا، وجلب رضانا. (لنهدينهم) سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا - أو لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير، وتوفيقا لسلوكها كقوله تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى). وفي الحديث: (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم)، (وإن الله لمع المحسنين): بالنصر والاعانة. أهـ بيضاوي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>