للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وعنهُ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ وجد ثمراً فليفطر عليهِ، ومنْ لم يجد فليفطر على الماء، فإنَّه طهور. رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما


= (أسرار الصوم كما في إحياء علوم الدين للغزالي)
أولا: غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب، ويلهي عن ذكر الله عز وجل.
ثانيا: حفظ اللسان عن الهذيان والكذب، والغيبة والنميمة، والفحش والحفاء، والخصومة والمراء، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن.
ثالثاً: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت، فقال تعالى:
أ - (سماعون للكذب أكالون للسحت)، وقال عز وجل.
ب - (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت)، فالسكوت على الغيبة، وقال تعالى:
جـ - إنكم إذا مثلهم).
رابعاً: كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل، وعن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار.
خامساً: ألا يكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه.
سادساً: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء. إذ لا يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين. أهـ ص ٢١١ جـ ١.
(بعض آيات استشهد بها الغزالي في فوائد الصوم)
أولا: عند قوله صلى الله عليه وسلم: (كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)، وقد قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصوم نصف الصبر)، وقد جعل الغزالي منه الصوم ربع الإيمان.
ثانيا: وقال وكيع في قوله تعالى: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفت في الأيام الخالية) هي أيام الصوم إذا تركوا فيها الأكل والشرب. أهـ، (وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم. (ونادى مناديا باغي الخير أكثر).
ثالثاً: وقيل في قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون). قيل كان عملهم الصيام لأنه قال: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فيفرغ للصائم جزاؤهم إفراغا، ويجازف جزافاً فلا يدخل تحت وهم وتقدير، وجدير بأن يكون كذلك لأن الصوم إنما كان له، ومشرفا بالنسبة إليه، وإن كانت العبادات كلها لله كما شرف البيت بالنسبة إلى نفسه، والأرض لها لله لمعنيين: أحدهما أن الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد، وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى، والصوم لا يراه إلا الله عز وجل، فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد، والثاني أنه قهر لعدو الله عز وجل فإن وسيلة الشيطان (لعنة الله) الشهوات، وإنما تقوي الشهوات بالأكل والشرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع)، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: (داومي قرع باب الجنة، قالت بماذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بالجوع).
فلما كان الصوم على الخصوص قمعا للشيطان وسدا لمسالكه، وتضييقاً لمجاريه استحق التخصيص بالنسبة إلى الله عز وجل، ففي قمع عدو الله نصرة لله سبحانه وتعالى، وناصر الله تعالى موقوف على النصرة له: قال الله تعالى: =

<<  <  ج: ص:  >  >>