للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الحج]

الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

١ - عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ العملِ أفضل (١)؟ قال: إيمانٌ بالله ورسولهِ (٢). قيل: ثمَّ ماذا؟ قال: الجهاد في سبيلِ الله (٣). قيل: ثمَّ ماذا؟ قال حجٌ مبرورٌ. رواه البخاريّ ومسلم.

ورواه ابن حبان في صحيحه، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الأعمالِ عندَ الله تعالى إيمانٌ لا شكَّ فيه، وغزوٌ لا غلول فيهِ (٤)، وحجٌّ مبرورٌ. قال أبو هريرة: حجَّة تُكفِّرُ خطايا سنةٍ.

(المبرور): قيل هو الذي لا يقع فيه معصية، وقد جاء من حديث جابر مرفوعا:

إنَّ برَّ الحجِّ: إطعام الطَّعام، وطيب الكلام، وعندَ بعضهمْ: إطعام الطَّعام، وإفشاء السلام. وسيأتي.


= إلى الخير (وفي الآخرة حسنة) الثواب والرحمة (وقنا عذاب النار) بالعفو والمغفرة، وقال علي رضي الله عنه: الحسنة في الدنيا: المرأة الصالحة، وفي الآخرة الحوراء، وعذاب النار: المرأة السوء، وقال الحسن: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة، وقنا عذاب النار: احفظنا من الشهوات والذنوب المؤدية إلى النار (أيام معدودات) ذكره في أدبار الصلاة، وعند ذبح القرابين ورمي الجمار، وغيرها من أيام التشريق (فمن تعجل) فمن استعجل النفر أهـ بيضاوي، وقال تعالى:
ثالثاً: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ٢٨ ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطفوا بالبيت العتيق ٢٩ ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) الآية من سورة الحج.
رابعاً: قال تعالى (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ٣٦ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الهل على ما هداكم وبشر المحسنين) ٣٧ من سورة الحج.
(١) أكثر ثوابا عند الله تعالى.
(٢) الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى، والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم، وعقد النية على الطاعة، وتجديد العزيمة على العمل بالكتاب والسنة.
(٣) حرب أعداء الدين لنصر دين الله وحده.
(٤) حرب الكفار ولا سرقة في المغنم، ولا طمع فيما يؤخذ من ديار الكفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>