للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال صحيح الإسناد، ولا أعرف له عقلة.

خوف النبى صلى الله عليه وسلم على أمته من تغلب الشهوات عليها

٥ - وعن أبي برزة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إنما أخشى عليكم شهوات الغى (١) في بطونكم، وفروجكم، ومُضلات الهوى. رواه أحمد والبزار الطبراني في معاجيمه الثلاثة، وبعض أسانيدهم رواته ثقات.

٦ - وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه


= (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أي يبعد الله عنكم الذنب المدنس لعرضكم ويطهركم عن المعاصى، واستعارة الرجس للمعصية، والترشيح بالتطهير للتنفير عنها، وقد استدل النووي رحمه الله في باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).وفسر البيضاوى رحمه الله (شعائر الله) بدين الله أو فرائض الحج ومواضع نسكها أو الهدايا لأنها من معالم الحج، وهوأوفق لظاهر ما بعده، وتعظيمها أن يختارها حسانا سمانا غالبة الأثمان. روى أنه صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبى جهل في أنفه برة من ذهب، وأن عمر رضى الله عنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلثمائة دينار أهـ ص ٤٧٢، ولكن دليل النووي رضي الله عنه في تعظيم آل البيت ومحبتهم وزيارتهم والاقتداء بأعمالهم فان تعظيمها منه من أفعال ذوى تقوى القلوب. المحبة عقيدة وذوق، قال الشاعر:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يدانها ... أهـ
إن بعض المسلمين قد ضلوا فهجروا زيارة قبور الصالحين بالسفسطة والتمشدق، وعكفوا على شهواتهم الدنيئة وتركوا حقوق الله اغترارا بزهرة الدنيا فبعدوا عن الله وهم لا يعلمون، والله تعالى وعد بالخير لمن والي الصاحلين وأوعد بالشر لمن والي العاصين والفاسقين. قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا أباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون. ٢٤ قل إن كان أباءكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين). ٢٥ من سورة التوبة. قال البيضاوى نزلت في المهاجرين الذين قالوا إن هاجرنا فأطعنا آباءنا وأبناءنا وعشائرنا ذهبت تجارتنا وبقينا ضائعين، وقيل نزلت نهياً عن موالاة التسعة الذين ارتدوا ولحقوا بمكة، والمعنى لا تتخذوهم أولياء يمنعونكم عن الإيمان ويصدونكم عن الطاعة، وقوله تعالى (فتربصوا) جواب ووعيد والأمر عقوبة عاجلة أو آجلة، وفي الآية تشديد عظيم وقل من يتخلص منه أهـ بيضاوى ص ٢٧٨. لعل قائلا يقول هذا للكفار، نعم ونكن أريد أن استدل على محبة الصالحين أنها غنم وخير وعاقبة محمودة: وأطلب ترك محبة الملحدين والزنادقة الفاسقين ونتضافر على محبة الله ورسله وأوليائه الصالحين رجاء أن نحشر معهم ونتبع منهجهم، وفي حديث مسلم قوله صلى الله عليه وسلم (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى) فقال له حصين: ومن أهل بيته هم؟ قال هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس) ص ٧٦ رياض الصالحين للنووي. الله تعالى يقول: فتربصوا.
ماذا ينتظر المسلمون بعد هذه المحن: أزمة ضاقت حلقاتها. محن اشتدت ريحها وهكذا من المصائب الآتية: من ضياع آداب الدين، وإهمال العاملين، وعدم محبة سيد المرسلين، وهجر مجالس المهتدين.
(١) الأهواء، واتباع النفس فيما يغضب الله من أكل الحرام والزنا وارتكاب الموبقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>