للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: مرَّ رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعبٍ فيه عينة من دماء عذبة فأجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشِّعْبِ، ولنْ أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل (١) فإنَّ مقام أحدكمْ في سبيل الله (٢) تعالى أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً، ألا تحبُّون أن يغفر الله لكمْ، ويدخلكم الجنَّة؟ اغزوا في سبيل الله، منْ قاتل في سبيل الله فواق ناقةٍ، وجبتْ له الجنَّة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.

رواه أحمد من حديث أبي أمامة أطول منه، إلا أنه قال: ولمقام (٣) أحدكمْ في الصفِّ خيرٌ من صلاته ستِّين سنةً.

(فواق الناقة): هو ما بين رفع يدك عن ضرعها وقت الحلب ووضعها، وقيل: هو ما بين الحلبتين.

٨ - وعنْ عمران بن حصينٍ رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مقام الرَّجل في الصفِّ في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرَّجل ستِّن سنةً. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري.

٩ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) لا تفعل. كذا د وع، وفي ن ط: فلا تفعل.
(٢) في الجهاد لإعلاء كلمة الله أفضل من العزلة، والاختلاط مع الناس يجلب الثواب الكثير لتحمل أداهم، ثم أمره صلى الله عليه وسلم بأكثر من العزلة ثوابا: بالغزو المسبب دخول الجنة.
(٣) الوقوف والإقامة في أول صف للمجاهدين أكثر ثوابا من عبادة ستين سنة كاملة. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ٣٣ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم ٣٤ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم. ولن يتركم أعمالكم) ٣٥ من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
(ولا تبطلوا) بما أبطل به هؤلاء: كالكفر والنفاق، والعجب والرياء، والمن والأذى ونحوها (فلا تهنوا) فلا تضعفوا (وتدعوا إلى السلم) ولاتدعوا إلى الصلح خوراً وتذللا (الأعلون) الأغلبون (والله معكم): أي ناصركم (ولن يتركم) ولن يضيع أعمالكم، من وترت الرجل إذا قتلت متعلقاً به من قريب أو حميم. فأفردته منه من الوتر: شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه. أهـ بيضاوي ص ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>