للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتلُوا أُولَئِكَ ينطلقون فِي الغرف الْعلَا من الْجنَّة ويضحك إِلَيْهِم رَبهم (١) وَإِذا ضحك رَبك إِلَى عبد فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَاب عَلَيْهِ

رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلى ورواتهما ثِقَات

٢٤ - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل الْجِهَاد عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يلتقون (٢) فِي الصَّفّ الأول فَلَا يلفتون وُجُوههم حَتَّى يقتلُوا أُولَئِكَ يتلبطون فِي الغرف من الْجنَّة يضْحك إِلَيْهِم رَبك وَإِذا ضحك إِلَى قوم فَلَا حِسَاب عَلَيْهِم

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد حسن

(يتلبطون) مَعْنَاهُ هُنَا يضطجعون وَالله أعلم

٢٥ - وَعَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

يَقُول أول ثَلَاثَة يدْخلُونَ (٣) الْجنَّة الْفُقَرَاء الْمُهَاجِرُونَ الَّذين تتقى بهم المكاره (٤) إِذا أمروا (٥) سمعُوا وأطاعوا وَإِن كَانَت لرجل مِنْهُم حَاجَة (٦) إِلَى السُّلْطَان لم تقض لَهُ حَتَّى يَمُوت وَهِي فِي صَدره (٧) وَإِن الله عز وَجل ليدعو يَوْم الْقِيَامَة الْجنَّة فتأتي بزخرفها وَزينتهَا فَيَقُول أَيْن عبَادي الَّذين قَاتلُوا فِي سبيلي وَقتلُوا وأوذوا وَجَاهدُوا فِي سبيلي ادخُلُوا الْجنَّة فيدخلونها بِغَيْر حِسَاب وَتَأْتِي الْمَلَائِكَة فيسجدون فَيَقُولُونَ رَبنَا نَحن نُسَبِّح بحَمْدك اللَّيْل وَالنَّهَار ونقدس لَك من هَؤُلَاءِ الَّذين آثرتهم (٨) علينا فَيَقُول الرب عز وَجل هَؤُلَاءِ عبَادي الَّذين قَاتلُوا فِي سبيلي وأوذوا فِي سبيلي فَتدخل عَلَيْهِم


(١) كناية عن الرضا والإحسان إليهم، والضحك من صفات الحادث، والله منزه عنه، وهذا التعبير ليوضح صلى الله عليه وسلم للناس أن الله تعالى يغدق نعيمه على الشهيد، ويكرمه ويزيد في رفاهته.
(٢) ويلتقون. كذا د وع، وفي ن ط: يلقون. معناه يزجون أنفسهم في الصف الأول، المحارب المجاهد وهمهم الدفاع عن الدين ولو قتلوا.
(٣) يدخلون. كذا ع، وفي ن ط: يدخل، ود: تدخل.
(٤) يجتنب بهم السوء، ويدفع بسببهم الشر.
(٥) أمرهم الحكام وأولياء الأمور.
(٦) طلب من ذوي النفوذ فلا يعتنون بقضاء حاجاتهم فيصبرون لله ولا يحركون فتنا، ولايكونون أداة فساد وإجرام، ويكلون أمرهم لله سبحانه وتعالى مع التفويض المطلق له عز شأنه.
(٧) لم يشك لأحد.
(٨) اخترتهم وفضلتهم. قال تعالى: (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيآتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب) ١٩٥ من سورة آل عمران.
(هاجروا) هجروا الشرك أو الأوطان، والعشائر للدين (في سبيلي) بسبب إيمانهم بالله (وقاتلوا) الكفار (وقتلوا) في الجهاد (لأكفرن) لأمحونَّ ذنوبهم، إثابة من عند الله وتفضلا منه على الطاعات وهو قادر على ذلك سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>