للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وعنْ عُقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله


في شرف القرآن ومدحه للإمام البوصيري
دَعْنيِ وَوَصْفِي آيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ ... ظُهُورَ نَارِ القِرَى لَيْلًا عَلَى عَلَمِ
فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَهُوَ مُنْتَظِمٌ ... وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ
فَمَا تَطَاوُلُ آمَالِ المَديحِ إِلىَ ... مَا فِيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ وَالشِّيَمِ
آيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَنُ مُحْدَثَةٌ ... قَدِيمَةُ صِفَةُ المَوْصُوفِ بِالقِدَمِ
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمِانٍ وَهِيَ تُخْبِرُنَا ... عَنْ المَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ إِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةً ... مَنَ النَّبِيِّينَ إِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَدُمِ
مُحْكَّمَاتٌ فَمَا تُبْقِينَ مِنْ شُبَهٍ ... لِذِي شِقَاقٍ وَمَا تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ
مَا حُورِبَتْ قَطُّ إِلاَّ عَادَ مِنْ حَرَبٍ ... أَعْدَى الأَعَادِي إِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلاَغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا ... رَدَّ الغَيْورِ يَدَ الجَانيِ عَنِ الْحَرَمِ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ البَحْرِ فيِ مَدَدٍ ... وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فيِ الْحُسْنِ وَالقِيَمِ
فَمَا تُعَدُّ وَلاَ تُحْصَى عَجَائِبُهَا ... وَلاَ تُسَامُ عَلَى الإِكْثَارِ بِالسَّأَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيهَا فَقُلْتُ لَهُ ... لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
إِنْ تَتْلُهَا خِيفَةً مِنْ حَرَّ نَارِ لَظَى ... أَطْفَأْتَ حَرَّ لَظَىَ مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
كَأَنَّهَا الحَوْضُ تَبْيَضُّ الوُجُوهُ بِهِ ... مِنَ العُصَاةِ وَقَدْ جَاءُوهُ كَالحُمَمَ

أ - قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣)} من سورة البينة. (أهل الكتاب) اليهود والنصارى كفروا بالإلحاد في صفات الله تعالى (والمشركين) عبدة الأصنام، جُاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالقرآن الموضح للحق، المبين معجزته عليه الصلاة والسلام بأخلاقه الكريمة، وبخامه من تحدى به (مطهرة) من الباطل مبعدة من الزيق، وهو صلى الله عليه وسلم أى كالتالى لها ولا بمسمها إلا المطهرون (قيمة) مكتوبات مستقيمة ناطقة بالحق.
ب - {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦)} من سورة المدثر. طلب الكفار قراطيس تنشر وتقرأ وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لن نتبعك حتى تأتي کلا منَّا بكتاب من السماء فيه: من الله إلى فلان اتبع محمدًا.
(كلا) ردع هم عن اقترحاتهم الآيات، وزجر لهم عن اعتراضهم، وتذکير لهم بمشيئة الله تعالى، وفعل العبد خاضع لإرادة الله جل جلاله (هو أهل التقوى) الله جل جلاله حقيق بأن يتقى عقابه، وبأن يغفر لعباده سيما المتقين منهم.
ج - {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (١٣)} من سورة الجن. (نفر) من ثلاثة إلى عشرة (الجن) أجسام عاقلة خفية تغلب عليهم النارية أو الهوائية، واتفق حضورهم في بعض أوقات قراءته فسمعوها فأخبر الله تعالى به رسوله عليه الصلاة والسلام (عجبا) بديعا مباينا لكلام الناس في حسن نظمه ودقة معناه (الرشاد) الحق والصواب (بخسا) نقصًا في الجزاء (رهقا) ظلما وذلة، لأن من حق المؤمن بالقرآن أن يجتذب ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>