للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الترمذي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذْكُرُوا مَحاسنَ مَوْتاكُمْ، وكُفُّوا عَنْ مَساوِيهمْ".

قلت: قال العلماء: يَحرم سبُّ الميت المسلم الذي ليس معلنًا بفسقه. وأما الكافرُ والمُعلِنُ بفسقه من المسلمين ففيه خلاف للسلف وجاءت فيه نصوص متقابلة، وحاصلُه أنه ثبت في النهي عن سبّ الأموات ما ذكرناه في هذا الباب.

وجاء في الترخيص في سبّ الأشرار أشياء كثيرة، منها ما قصَّه اللَّهُ علينا في كتابه العزيز وأمرنا بتلاوته وإشاعة قراءته؛ ومنها أحاديثُ كثيرة في الصحيح، كالحديث الذي ذكر فيه صلى الله عليه وسلم عمروَ بن لحيّ، وقصة أبي رِغال (١)، والذي كان يسرقُ الحاجَّ بمحجنه (٢)، وقصة ابن جُدْعان (٣) وغيرهم، ومنها الحديث الصحيح الذي قدّمناه لما مرّت جنازة فأثنوا عليها شرًّا فلم ينكر عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بل قال: "وجبتْ".


= شيء من نسخ الترمذي تصريح الترمذي بتضعيفه، وإنما استغربه، ونقل عن البخاري أن بعض رواته منكر الحديث، وقد سكت عليه أبو داود، وصححه ابن حبّان وغيره، فهو من شرط الحسن. الفتوحات ٤/ ٢١١.

(١) قصة أبي رغال رواها أبو داود (٣٠٨٨)
(٢) قصة الذي كان يسرق الحاج بمحجنه رواها مسلم في صلاة الكسوف رقم (٩٠٤) (١٠)
(٣) "ابن جُدْعان" هو بضم الجيم، وإسكان الدال وبالعين المهملتين واسمه عبد الله، وكان كثير الإِطعام، وكان اتخذ للضيفان جفنة يرقى إليها بسلم، وكان من بني تيم بن مرّة من أقرباء عائشة رضي الله عنها، إذ هو ابن عمّ أبي قحافة والد الصديق، ذكره الحافظ في التخريج، وكان من رؤساء قريش في الجاهلية. وفي الصحيح عن عائشة قالت: "قلت يارسول الله! إن ابن جُدْعَان كان في الجاهلية يَصل الرحم ويُطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال لا، إنه لم يقلْ يومًا ربِّ اغفرْ لي خطيئتي يومَ الدين" رواه مسلم. قال الحافظ: وسُمِّي في طريق أخرى عند أحمد أيضًا عن عائشة قالت: "يا رسول الله! إن عبد الله بن جدعان فذكره" وزاد "يقري الضيف ويفكّ العاني ويحسن الجوار" وزاد فيه أبو يعلى من هذا الوجه "ويكفّ الأذى فأُثيب عليه" الفتوحات ٤/ ٢١٥

<<  <   >  >>