للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل]: في الأذكار المستحبّة في الإِفاضة من عَرَفَة إلى مزدلفة. قد تقدم أنه يُستحبّ الإِكثارُ من التلبية في كل موطن، وهذا من آكدها. ويُكثر من قراءة القرآن ومن الدعاء، ويُستحبّ أن يقول (١): لا إِلهَ إِلَاّ اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، ويُكرِّر ذلك.

ويقول (٢): إِلَيْكَ اللَّهُمَّ أرْغَبُ، وإيَّاكَ أرْجُو، فَتَقَبَّلْ نُسُكِي وَوَفِّقْنِي وارْزُقْنِي فيهِ مِنَ الخَيْرِ أكْثَرَ ما أطْلُبُ، وَلا تُخَيِّبْني إنَّكَ أنْتَ اللَّهُ الجَوَادُ الكَرِيمُ.

وهذه الليلة هي ليلة العيد، وقد تقدَّمَ في أذكار العيد بيان فضل إحيائها بالذكر والصلاة، وقد انضمّ إلى شرف الليلة شرفُ المكان، وكونُه في الحرم والإِحرام، ومَجمعُ الحجيج، وعقيب هذه العبادة العظيمة، وتلك الدعوات الكريمة في ذلك الموطن الشريف.

[فصل]: في الأذكار المستحبة في المزدلفة والمشعر الحرام. قال الله تعالى: {فإذَا أفَضْتُمْ (٣) مِنْ عَرَفَاتٍ فاذْكُرُوا اللَّهَ (٤) عنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ (٥) واذْكُرُوهُ كما هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين} [البقرة:١٩٨] فيُستحبّ الإِكثارُ من الدعاء في المزدلفة في ليلته، ومن الأذكار


(١) قال الحافظ: أخرج ابن خزيمة في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس، فأقبل يكبّر الله ويهلِّله ويعظِّمه ويمجِّده حتى انتهى إلى المزدلفة. الفتوحات ٥/ ١٠
(٢) قال الحافظ: وهو حسن، ولم أره مأثورًا
(٣) "فإذا أفضتم": أي اندفعتم، يقال فاض الإِناء: إذا امتلأ حتى ينصبّ من نواحيه. قال القرطبي: وقيل أفضتم: أي دفعتم بكثرة، فمفعوله محذوف، وعلى الثاني أي أفضتم أنفسكم
(٤) "فاذكروا الله": أي بالدعاء والتلبية
(٥) "عند المشعر الحرام": هو مأخوذ من الشعار: أي العلامة لأنه من معالم الحج، وأصل الحرام: المنع، فهو ممنوع أن يفعل فيه ما لم يؤذن فيه، وسيأتي بيان المشعر في الأصل

<<  <   >  >>