للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلتُ: الذَرْب بفتح الذال المعجمة والراء، قال أبو زيد وغيره من أهل اللغة: هو فُحش اللسان.

٢٧٨ ـ بابُ ما يَقولُه إذا عَثَرَتْ دَابّتُه

[١/ ٨٠٠] روينا في سنن أبي داود، عن أبي المليح التابعي المشهور عن رجل قال:

كنتُ رديفَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فعثرت دابّته فقلتُ: تَعِسَ الشيطان، فقال: "لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطانُ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلكَ تَعاظَمَ حتَّى يَكُونَ مِثْلَ البَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: باسْمِ اللَّهِ، فإنَّكَ إذَا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبابِ" قلتُ: هكذا رواه أبو داود عن أبي المليح عن رجل هو رَديف النبيّ صلى الله عليه وسلم.

[٢/ ٨٠١] ورويناه في كتاب ابن السني، عن أبي المليح عن أبيه، وأبوه صحابي اسمه أُسامة على الصحيح المشهور، وقيل فيه أقوال أُخَر.

وكِلا الروايتين صحيحة متصلة، فإن الرجل المجهول في رواية أبي داود صحابي، والصحابة رضي الله عنهم كلُّهم عدولٌ لا تضرُّ الجَهَالةُ بأعيانهم. وأما قوله تَعَس، فقيل معناه: هلك، وقيل سقط، وقيل عثر، وقيل لزمه الشرّ، وهو بكسر العين وفتحها، والفتح أشهر، ولم يذكر الجوهري في صِحاحه غيره.


[٨٠٠] و [٨٠١] أبو داود (٤٩٨٢)، وإسناده صحيح، وإبهام اسم الصحابي لا يضرّ، لأن الصحابة كلهم عدول. وابن السني (٥١٠)، قال ابن علاّن: رواه أحمد عن أبي تميمة عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه النسائي عن أبي المليح، عن أبي الحاكم، وكان العزو إليه أولى منه إلى ابن السني، وأخرجه الحاكم في المستدرك. الفتوحات الربانية ٦/ ٢٢٠.

<<  <   >  >>