للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه، ودخول البيت والخروج منه، أذكار النوم، دعاء الأكل والشرب، دعاء الركوب، وعليك في هذا الشأن بكتاب حصن المسلم للقحطاني، أو كتاب مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة (١).

فإذا مضيت إلى عملك فاعلم أنك في عبادة من ساعة نويت الصوم عند طلوع الفجر، كأنك دخلت الصلاة بتكبيرة الإحرام؛ فإياك أن تلتفت بقلبك عن الله أثناء النهار.

نعم: إنَّ نية الصيام عند الفجر بمثابة تكبيرة الإحرام، فأنت منذ ذلك الوقت في هذه العبادة -أي الصيام- متلبث بها، فلا تنصرف بقلبك عنها، فلا يصح أن تكون في عبادة وتكذب أو تغتاب أو تنم أو تنظر إلى امرأة متبرجة؛ لذلك قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب، وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك من الكذب، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

ليصم سمعك عن الحرام، ليصم عن الأغاني والغيبة، ليصم عن النفاق والنميمة، ليصم عن البذاءة والفحش، ليصم عن السب والشتم واللعان، ليصم سمعك عن سماع كل ما يغضب الله عَزَّ وَجَلَّ، وليصم بصرك عن النظر إلى النساء المتبرجات في الشوارع، في المجلات، في الأفلام والمسلسلات، في الفوازير والمسرحيات، في الإنترنت والفضائيات، ليصم بصرك عن الحسد واحتقار الناس، ليصم بصرك عن النظر إلى متاع الدنيا، ليصم بصرك فلا يرى إلا الخير والنور .. لا يرى إلا القرآن .. لا يرى إلا صفحة الكون المنظورة التي تزيده إيمانًا ويقينًا وخوفًا وتعظيمًا لله جل جلاله.


(١) للشيخ محمَّد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله.

<<  <   >  >>