للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب النار .. أخي في الله .. حبيبي في الله .. هل استشعرت هذا المعنى أيضًا: أن أبواب الجنة تكون مفتحة لطلابها وتغلق فيه أبواب الجحيم، وليست هذه المَنقبة لشهر آخر من المشهور، فاعرف شرف الشهر العظيم .. ولست أدري إن لم تدخل الجنة وهي مفتحة الأبواب متى تدخلها؟، وإذا كنت لا تنصرف عن النار وهي موصدة الأبواب، وترجع راغبًا عنها فمتى تنصرف؟! .. عفا الله عني وعنك.

خامسًا: في رمضان تُسلسل الشياطين .. تُغلُّ مردة الجن .. تصير فيه الشياطين مكبلة مقيدة تثبتها الأغلال وتعرقلها القيود، وكل هذا لتنطلق النفس حرةً طليقة في أجواء العبودية لله جل جلاله، فماذا يمنعك من أن تكون رجلًا بذولًا فيه للخير وقد قُيدت الشياطين؟!

هكذا أزيلت حجتك، وأبطلت أعذارك، وأزيلت معوقاتك؛ فلا شيطان يوسوس لك، ولا ماردًا يحاربك ويحجبك؛ إنما هي نفسك الأمارة وتسويلها بالسوء، أقبل وتخلص من سلطانها، كفانا الله وإياك شرها.

سادسًا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وفلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" (١) .. من أراد الطاعة في هذا الشهر الكريم فسبيلها سهلٌ ميسور، فأقبل بكل عزيمتك .. بادر بكل أشواقك .. ومن أراد معصية الله في هذا الشهر نودي: كُفَّ عن عصيانك واحذر ..

يا باغي الخير أقبل .. فإنك معان موفق مسدد ..

ويا باغي الشر أقصر- فإنك مخذول مكروه منبوذ مطرود ..


(١) أخرجه الترمذي (٦٨٢)، وصححه الألباني (٧٥٩) في "صحيح الجامع".

<<  <   >  >>