للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صبيًا، ويا من منح بالنوال، ويا من جاد بالاتصال، يا ذا الذي استدرك بالتوبة ذنوبنا، وكشف بالرحمة غمومنا، وصفح عن جرمنا بعد جهلنا، وأحسن إلينا بعد إساءتنا، يا آنس وحشتنا، ويا طبيب سقمنا، يا غياث من أُسقط بيده، وتمكن حبل المعاصي من رقبته، وأسفر خدْرُ الحيا عن وجهه؛ هب لنا رحمة منك وعافية بين يديك، يا خير من قدر، وأرأف من رحم وعفا.

• إلهي .. فإني أعترف لك اللَّهم بما دل عليه صنعك، وشهد لك فعلك , فهب لي اللَّهم تطلب العزيمة إليك؛ لأن من لم يشبعه الولوع باسمك؛ ولم يروه من ظمئه ورود غدران ذكرك، ولم ينسه جميع الهموم رضاه عنك، ولم يلهه عن جميع الملاهي تعدد آلائك، ولم يقطعه عن الأنس بغيرك مكانه منك؛ كانت حياته ميتة، ومِيتته حسرة، وسروره غُضَّة، وأنسه وحشة.

• إلهي .. عرفني عيوب نفسي، وافضحها عندي لأتضرع إليك في التوفيق للتنزه عنها، وأبتهل إليك بين يديك خاضعًا ذليلًا في أن تغسلني منها، واجعلني من عبادك الذين شهدت أبدانهم وغابت قلوبهم، تجول في ملكوتك وتتفكر في عجائب صنعك، ترجع بفوائد معرفتك وعوائد إحسانك، قد ألبستهم خُلَعَ محبتك، وخلعت عنهم لباس التزين لغيرك.

• إلهي .. لا تترك بيني وبين أقصى مرادك حجابًا إلا هتكته، ولا حاجزًا إلا رفعته، ولا وَعْرًا إلا سهلته، ولا بابًا إلا فتحته، حتى تقيم قلبي على الحق في معرفتك، وتذيقني طعم محبتك، وتبرد بالرضا منك فؤادي وجميع أحوالي؛ حتى لا أختار غير ما تختاره، وتجعل لي مقامًا فسيحًا في ميدان طاعتك.

• إلهي .. كيف أسترزق من لا يرزقني إلا من فضلك؟!، أم كيف أسخطك في رضا من لا يقدر على ضري إلا بتمكينك؟!، فيا من أسأله إيناسًا

<<  <   >  >>