للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أهله يطيق القيام إلا أقامه، وتأكد إيقاظهم في آكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر.

وسميت ليلةُ القَدْر؛ لأنها أُنزل فيها كتابٌ ذو قَدْر، على لسانِ مَلِكٍ ذي قَدْر، على رسولٍ ذي قَدْر، وعلى أمةٍ ذاتِ قَدْر.

أخي ..

يهون العمر كله إلا هذه الليلة، الليلة التي نزل فيها القرآن جملة إلى السماء الدنيا، الليلة التي يُقَدَّرُ فيها أحكامُ تلك السَّنة، وتكتب فيها الملائكة الأقدار، الليلة التي تتنزل فيها الملائكة.

لقد كان رسولكم - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، ويعتكف التماسًا لتلك الليلة، كان يواصل ابتغاءً لتلك الليلة، فيا من ضاع عمره في لا شيء, استدرِك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تُحسَبُ بالعمر.

ليلة .. يقبل الله فيها التوبة من كل تائب، يكتب فيها من أُمِّ الكتاب ما يكون في سنتها عن موت وحياة ورزق ومطر.

وعن مجاهد: صيامها وقيامها أفضل من: صيام ألف شهر وقيامه ليس فيها ليلة القدر.

وعن كعب الأحبار: نجد هذه الليلة في الكتب حطوطًا تحط الذنوب.

وهي ليلة مباركة تشرف فيها الأرض بالملائكة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلة القدر ليلة السابعة، أو التاسعة والعشرين، وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى" (١).

ومن علامات ليلة القدر أنها تكون ليلة لا باردة ولا حارة، وتشرق الشمس


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٥١٩)، وحسنه الألباني (٢٢٠٥) في "الصحيحة".

<<  <   >  >>