للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا له من هجر!، لعلك تتمنى ساعتها أن تكون ترابًا، فليس ثمة عقوبة أشد من أن تحرم من رؤية الله، فكيف إذا أعرض عنك لا يكلمك، ولا يزكيك، ولا ينظر إليك، يا لها من عقوبة!، لو علمتها قلوبنا لانفطرت، اللَّهم لا تصرف وجهك في القيامة عنا ..

وفي رمضان يضعف -بلا شك- الداعي إلى المعصية؛ لأن المعين على المعصية مفقود، أبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة، والشياطين مسلسلة وأكثر المسلمين مشغولون بالطاعات، ثم تعصي الله!! فيكون العاصي في رمضان قد ارتكب عظيمًا اللَّهم عافنا من الذنوب والمعاصي.

أخي الحبيب:

إنه زمان طاعة، وقد يسر الله لك الأمر وأعانك عليه، بل وذكر سبحانه أيام الصيام فقللَّها بقوله جل وعلا: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ١٨٤]، فاحترم الشهر ولا تجترم الآثام في تلك الأيام، وأنا أحذرك من قطاع الطريق إلى الله، الداعين إلى معصيته في هذا الشهر من وسائل الإعلام المختلفة في الجرائد والمجلات، والراديو والتليفزيون، والمسارح والسهرات، إياك والمعاصي في هذا الشهر؛ فإنه كما تضاعف الحسنات فيه تضاعف أيضًا السيئات؛ لأنه ينضاف إلى المعصية الظاهرة من زنا العين بالنظر إلى الحرام وكذب اللسان بالزور والفحش والبهتان، ينضاف إلى ذلك معصية قلبية من الكبائر وهي عدم تعظيم حرمات الله؛ فاحذر أن ينزل بك بطش الرحيم الرحمن في شهر رمضان.

أيها المسلمون .. عباد الله المؤمنين .. شهر رمضان كله رحمات، وزيادة طاعات، ومضاعفة حسنات، فأبشروا يا معاشر المسلمين، فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد

<<  <   >  >>