للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هدنة مع الأكل، قال سبحانه: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٨١)} [طه: ٨١]، اكتف بلقيمات كما أمرت.

٢ - هدنة مع الكلام: رجاء .. أغلق فمك في رمضان:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت" (١)، كل كلمة تخرج من فمك فهي إما ثواب وإما عقاب، قال الله جل جلاله: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨]، وكثرة الكلام مَدعاة للخطأ.

وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صمتَ نجا" (٢)، وقد جعل الله لك لسانًا واحدًا وأذنين ليكون ما تسمع أكثر مما تتكلم، والبلاء موكلٌ بالنطق، فاحذر فضول الكلام، واحذر الاسترسال في الحديث عن الدنيا فإن ذلك يقسي القلب، وإن استطعت ألا ترد على الهاتف إلا لأمر ضروري فافعل، وأن تأمر زوجتك بالتوقف عن المكالمات التي تمتد لساعات بلا فائدة، والتي تضيع الوقت، وعادة ما تؤدي إما إلى الحديث في أمور الدنيا، وإما في الغيبة والنميمة فهكذا أحاديث النساء دائمًا.

فلا تستخدم الهاتف إلا لطاعة الله كأن تبر والديك أو تصل رحمك أو تنهي أعمالا مهمة أو تدل على خير، وألجم لسانك عن قول ما لا يرضي الله عز وجل، وقد سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس النار قال: "الفم والفرج" (٣).


(١) متفق عليه، البخاري (٥٦٧٢)، مسلم (٤٧).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ١٥٩)، وصححه الألباني (٥٣٦) في "السلسلة الصحيحة".
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٩٢)، وصححه الألباني (١٧٢٣) في "صحيح الترغيب والترهيب".

<<  <   >  >>