للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمَّد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ قال: النبي (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا) (١).

[المبحث الثالث: استماع الجن القرآن]

١٣٢ - من حديث ابن عباس : قال: "ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطن وبين خبر السماء، وأرسلت عليها الشهب، فرجعت الشياطن إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب.

قال: وما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة برسول الله وهو بنخلة، وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرشد فآمنا به، فأوحى الله إلى نبيه ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ﴾ (٢) (٣).


(١) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء ووافقت إحداهما الأخرى رقم: ٣٢٣١ فتح الباري: ٦/ ٣١٢،٣١٣ , مسلم في الصحيح كتاب الجهاد والسير باب ما لقي النبي وأصحابه من أذى المشركين والمنافقين رقم: ١٧٩٥.
الأخشبين: الأخشب من الجبال: الخشن الغليظ.
(٢) سورة الجن: ١.
(٣) أخرجه البخاري في التفسير باب سورة قل أوحي إلى حديث: ٤٩٢١، وفي الأذان باب الجهر بالقرآن في صلاة الفجر: ٧٣٣، مسلم في الصلاة باب الجهر بالقراءة في الصبح: ٤٤٩، والترمذي في التفسير باب ومن سورة الجن: ٣٣٤٠، وأحمد في المسند: ١/ ٢٧٤ وأبو يعلى: ٢٣٦٩ والطبري في التفسير: ٢٩/ ١٠٢.

<<  <   >  >>