للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صفة مسجده]

١٧٩ - من حديث ابن عمر ﵄ قال: "كان المسجد على عهد رسول الله ﷺ مبنيًّا باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل" فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله ﷺ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج" (١).

[المبحث الثامن: ما أصاب المهاجرين من حمى المدينة]

١٨٠ - من حديث عائشة ﵂ قالت: "قدمنا المدينة وهي وبيئة، فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله ﷺ شكوى أصحابه قال: (اللهم حبب إلينا المدينة، كما حببت مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وحول حماها إلى الجحفة) (٢).

١٨١ - من حديث عائشة ﵂ قالت: "لما قدم رسول الله ﷺ المدينة وعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر ﵁ إذا أخذته الحمى يقول:

كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بواد وحولي أذخر وجليل

وهل أردن يومًا مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة فجئت رسول الله ﷺ فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها،


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب بنيان المسجد رقم: ٤٤٦ فتح الباري: ١/ ٥٤٠، وانظر الفتح الرباني: ٢٣/ ٢٧٦.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب مقدم النبي وأصحابه المدينة رقم: ٣٩٢٦ فتح الباري: ٧/ ٢٦٢ وفي الدعوات باب الدعاء برفع الوباء والوجع، وفي فضائل المدينة باب حدثنا مسدد عن يحيى عن عبد الله بن عمر، وفي المرض باب عيادة النساء الرجال، وباب من دعا برفع الوباء والحمى، ومسلم في صحيحه الحج باب الترغيب في سكنى المدينة رقم: ١٣٧٦، والفتح الرباني: ٢١/ ١٢ - ١٣.

<<  <   >  >>