للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث التاسع: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار]

قال السهيلي: "آخى بين أصحابه ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويتأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد بعضهم أزر بعض، فلما عز الإِسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أبطل المواريث، وجعل المؤمنين كلهم إخوة، وأنزل ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ يعني في التوادد وشمول الدعوة، واختلفوا في ابتدائها: فقيل بعد الهجرة بخمسة أشهر، وقيل: بتسعة، وقيل: وهو يبني المسجد" (١).

١٨٤ - من حديث أنس قال: "قد حالف رسول الله بين قريش والأنصار في داري" (٢).

١٨٥ - من حديث جابر بن عبد الله قال: "كتب النبي على كل بطن عقوله ثم كتب (أنه لا يحل لمسلم أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه) ثم أخبرت أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك (٣).

١٨٦ - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي : "كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين" (٤).

١٨٧ - عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: ورثة ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ قال: كان المهاجرين لما قدموا على النبي المدينة ورث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي


(١) فتح الباري: ٧/ ٢٧٠.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الكفالة، باب قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ رقم: ٢٢٩٤، وجاء أيضًا بأرقام: ٦٠٨٣، ٧٣٤٠، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مؤاخاة النبي بين أصحابه رقم: ٢٥٢٨.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب العتق باب تحريم تولي العتيق غير مواليه رقم: ١٥٠٧، النسائي في القسامة باب صفة شبه العمد: ٨/ ٥٢، أحمد في المسند:٣/ ٣٢١، ٣٤٩،٣٤٢.
* معاقلهم: المعاقل: الديات، العاني: الأسير، عقوله: العقول: الديات، والهاء ضمير البطن.
(٤) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ٢٧١، ٢/ ٢٠٤، الفتح الرباني: ٢١/ ١٠، وقال الساعاتي: لم أقف عليه لغير الإِمام أحمد وسنده صحيح، وأورده الحافظ في تاريخه وقال: تفرد به أحمد، السيرة ابن كثير: ٢/ ٣٢٠ قلت: فيه حجاج بن أرطأة صدوق كثير الخطأ يدلس فالحديث إذن ليس كما قال الشيخ الساعاتي وإنما هو يشاهده عن جابر حسن. وأحاديث عمرو بن شعيب جلها حسنة إذا صح الإسناد إليه.

<<  <   >  >>