للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تعبد في الأرض)، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه.

فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: "يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله ﷿ ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾ (١) فأمده الله بالملائكة" (٢).

٢٣٨ - ومن حديث ابن عباس قال: (قال النبي يوم بدر (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد) فأخذ أبو بكر بيده، فقال حسبك فخرج وهو يقول: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (٣).

٢٣٩ - ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "خرج رسول الله يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلًا من أصحابه، فلما انتهى إليها قال (اللهم إنهم جياع فأشبعهم، اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم) ففتح الله له يوم بدر، فانقبوا حين انقلبوا، وما منهم رجل إلا وقد رجع يحمل أو حملين واكتسوا وشبعوا" (٤).

[١٦ - استفتاح أبي جهل ودعاؤه يوم بدر]

٢٤٠ - أ - من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: "كان المستفتح يوم بدر أبا جهل قال: اللهم "أقطعنا للرحم وآتانا بما لم يُعرف فأحنه الغداة" فبينما هم على تلك الحال، وقد شجع الله المسلمين على لقاء عدوهم، وقللهم في أعينهم حتى طمعوا فيهم، خفق رسول الله خفقة في العريش ثم انتبه فقال: (أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامته، آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع، أتاك نصر الله وَعِدتُه) (٥).


(١) سورة الأنفال: ٩.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر رقم: ١٧٦٣، وأحمد في المسند: ١/ ٣٠ - ٣٢.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي باب: (إذ تستغيثون ربكم …) رقم: ٣٩٥٣.
(٤) انظر تخريج الحديث رقم: ٢٢٣.
(٥) أخرجه أحمد في المسند: ٥/ ٤٣١، الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٢٨، وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي، ابن كثير في السيرة: ٢/ ٤٣٤ وسنده حسن، وفي التفسير: ٢٩٦/ =

<<  <   >  >>