للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: المرحلة الثانية: أحداث المعركة]

[١ - المبارزة بين المسلمين والمشركين]

٢٤٦ - من حديث علي بن أبي طالب ﵁ قال: "أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وقال قيس بن عبادة: وفيهم أنزلت ﴿هذان خصمان اختصموا في ربهم﴾ قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر، حمزة، وعلي، وعبيدة، أو أبو عبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة" (١).

٢٤٧ - ومن طريق ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال:

"ثم خرج عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم عوف، ومعوذ، أبناء الحارث -وأمهما عفراء- ورجل آخر يقال: هو عبد الله بن رواحة فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.

فقال رسول الله ﷺ: قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا علي، فلما قاموا ودنوا منهم.

قالوا: من أنتم؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي: علي، قالوا: نعم، أكفاء كرام.

فبارز عبيدة -وكان أسن القوم، عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة.

فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: ٣٩٦٥، وقد جاء هذا الحديث أيضًا من طريق أبي ذر ﵁ عند البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل رقم: ٣٩٦٦، ومسلم بشرح النووي: ١٨/ ١٦٦، وابن ماجه برقم: ٢٨٣٥، الطيالسي: ٢/ ٢١، والطبراني في الكبير: ٣/ ١٦٤، وقال الحاكم: ٢/ ٣٨٦ عن حديث علي: لقد صح الحديث بهذه الروايات من طريق علي، كما صح من طريق أبي ذر.

<<  <   >  >>