للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خميل وقربة ووسادة أدم حشوها إذخر" (١).

وقد روى البيهقي عن ابن منده في كتاب المعرفة "أن عليا تزوج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت لعلي الحسن، والحسن، ومحسنًا، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى (٢).

وعلق على ذلك ابن كثير فقال: "قلت: فعلى هذا يكون دخوله بها في أوائل السنة الثالثة من الهجرة، فظاهر سياقه حديث الشارفين يقتضي أن ذلك عقب وقعة بدر بيسير، فيكون ذلك كما ذكرناه في آخر السنة الثانية والله أعلم" (٣).

[المبحث الثالث: إجلاء بني قينقاع]

٣٠٥ - من حديث ابن عباس قال: "كان من حديث بني قينقاع أن رسول الله جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قال: يا معشر يهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.

ثم قال ابن عباس: فأنزل هؤلاء الآيات إلا فيهم ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ (٤) (٥).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ١٤، ابن ماجه في السنن والزهد باب ضجاع آل محمد رقم: ٤١٥٢، البيهقي في الدلائل: ٣/ ١٦١، والحديث إسناده صحيح.
* خميل: القطيفة: الأدم: الجلد. الأذخر: خشيشة رطبة طيبة الرائحة.
(٢) أخرجه البيهقي في الدلائل: ٣/ ١٦٢.
(٣) السيرة النبوية ابن كثير: ٢/ ٥٤٥.
(٤) آل عمران آية: ١٢ - ١٣.
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة رقم: ٣٠٠١، وابن هشام في السيرة: ٢/ ٤٧، بسند ابن إسحاق، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ٧/ ٣٣٢.

<<  <   >  >>