للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا، ثم أنشأ يقول:

فلست أبالي حين أقتل مسلمًا … على أي جنب كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ … يبارك على أوصال شلو ممزع

ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله، وكان خبيب سن لكل مسلم قتل صبرًا الصلاة، وأخبر -يعني النبي ﷺ أصحابه يوم أصيبوا خبرهم، وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف -وكان قتل رجلًا عظيمًا من عظمائهم- فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا" (١).

وقد أورد ابن إسحاق ﵀ في السيرة أن عددهم كان ستة وأن أميرهم كان مرثد بن أبي مرثد الغنوي، والمقدم عندنا ما في الصحيح أن عددهم كان عشرة وأن أميرهم كان عصام بن ثابت الأنصاري والله أعلم.

[٣ - قصة أصحاب رسول الله في بئر معونة]

[أ - سبب خروج القراء من أصحاب رسول الله]

٣٩٦ - من حديث أنس ﵁ قال: "إن رعلًا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله ﷺ على عدو، فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقنت شهرًا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان" (٢).


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا رقم: ٣٩٨٩، وباب غزوة الرجيع ورعل وذكوان رقم: ٤٠٨٦، أبو داود في الجهاد باب في الرجل يستأسر رقم: ٢٦٦٠، ٢٦٦١، وعبد الرزاق في المصنف رقم: ٩٧٣٠، وأحمد في المسند: ٢/ ٢٩٥ - ٣١٥ والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٣٢٣ - ٣٢٥ والطبري في تاريخه: ٢/ ٥٣٨ - ٥٤١، وأبو داود الطيالسي رقم: ٢٣٤٩، ٢/ ١٠١.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة بني الرجيع: ٤٠٩٠، وقد جاء أيضًا في الوتر باب القنوت قبل الركوع وبعده، الجهاد، باب دعاء الإمام على من نكث عهدًا، الدعوات باب الدعاء على المشركين، مسلم في المساجد باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزلت بالمسلمين نازلة رقم: ٦٧٧، وأحمد في المسند: ٣/ ١٦٧، ٢٥٥، ابن سعد في الطبقات: ٢/ ٥١ - ٥٤ والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٣٣٨ - ٣٤٤ والطبراني ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٢٦ - ١٢٧.

<<  <   >  >>